هل ثمة قذافي صغير في قلب وعقل كل واحد فينا

تم نشره الأربعاء 16 آذار / مارس 2011 01:11 مساءً
هل ثمة قذافي صغير في قلب وعقل كل واحد فينا
خالد عياصرة
لا اكتب عن معمر القذافي دفاعا عنه،هو لا يمت لي بصله أكانت شخصية أو فكرية،بل اكتب لأقوال أننا نملك قذافي صغير في قلب وعقل مجتمعاتنا العربية ينتظر الزمان والمكان المناسب ليثب على الآخرين.بواسطة أسلوب قمعي طفيلي أناني ترهيبي ترعيبي استغلالية انتهازية.
في نفس كل واحد فينا معمر القذافي،القائد الثوري الورقي الدموي،ملك ملوك أفريقيا،الذي اهتز عرشه دونما أن يموت طاووس عظمته الأنانية،على الرغم من انه اليوم بات تحت رحمة ضربات الثوار الأحرار الليبيين.
لا علينا،القضية ليست هنا بصراحة،فالرجل معروف منذ عشرات السنين بأنه غريب الأطوار،ولم يتوافق مع العقلية العربية بشقيها(الحاكم والمحكوم)لذا لن يكترث لأي احد،بالرغم من الضغط الدولي الذي يواجهه اليوم.
الرجل ليس بمجنون،وليس بمهلوس غايب فيله،كما يشاع،دليل ذلك انه حكم ليبيا42سنة،جعل منها مزرعة لأفكاره وأيدلوجياته.
إضافة إلى ذلك،الرجل كان ومازال يعتقد انه يحمل مشروعا ثوريا،جعله يسير من خلاله الوصول الى عتبات الثوار العظماء نحو:جيفارا وكاسترو،ومانديلا،لا بالعمل بل بالمال،بذا قام بدعم الثوار أينما كانوا،بواسطة اعتماده على الدفق الهائل الذي وفره النفط له،لتطبيق أفكاره في الأرض الليبية ومن ثم تصدرها للخارج.
قصة القذافي ليست بذي أهمية لي شخصيا،كونه يشبه حكامنا العرب أينما كانوا وأينما عاشوا.
لكن الذي اهتم به،هو أن القذافي هو صورة مصغرة عن شعوبنا العربية عن أنفسنا،من المحيط الى الخليج،قذافي صغير يلخص حالنا في تعاملنا مع ماهية الأشياء.
سؤال : هل حقا هناك قذافي نحمله أينما ذهبنا؟؟!!
الجواب : نعم يوجد،ففي زاوية البيت هناك قذافي يفني عمره في بسط فعله الذكوري ونفوذه على نساءه.
في العمل،هناك قذافي صغير كذلك،متأهب للانقضاض على زملاءه وفق سياسة الصعود على الظهور.
في المدرسة،هناك مدير على هيئة قذفي يرعب المدرسين والطلاب.
في الجامعة هناك قذافي صغير يموت تعبا وهو يلهث وراء فكر التلقين اسمه دكتور واستاذ.
في وزاراتنا،هناك قذافي على شكل إمرأه مسترجلة مائلة مميله،تسمى سكرتيرة،يخافها الجميع من الغفير الى الوزير.
في مجلس النواب والأعيان،هناك قذافي صغير مرعب لكنه جاهل بلطجي يحمل سكينا بيد وسوطا بيده الأخرى.
في قرى أحزابنا،ومدن تياراتنا،وحلقات مساجدنا،وإدراج منابرنا،هناك قذافي صغير مرعب.يخافه الجميع،فلا يسطع أحداً قول لا،حتى وان كان هناك ظلم بين أكيد.
معمر القذافي،هو انعكس لواقعنا العربي المر،هو اطار لصورة كبرى تحمي صور صغرى تمثلنا نحن بقمعنا للآخرين بنفينا لهم،صورة استقرت في العقلية الجمعية العربية موجودة بيت بيت قرية قرية زنقه زنقه..في كل واحد فينا الا من رحم ربي.
الله يرحمنا برحمته....وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركة.


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات