دراسة الأجيال تكشف حقائق عن سرطان الثدي
المدينة نيوز :- كشفت دراسة بريطانية كبيرة تسمى «دراسة الاجيال لسرطان الثدي» عن ارتباط ما يزيد على 160 تغيرا جينيا مع خطر اصابة السيدات بسرطان الثدي. واثبتت ايضا ارتباط الامر بعدة عوامل مثل العمر عند بدء الطمث (كلما كان اصغر زاد الخطر) وعند انقطاع الطمث (كلما تأخر زاد الخطر) واتباع اسلوب حياة غير صحي والسمنة. وللتفصيل، شملت هذه الدراسة معلومات أكثر من 113 الف سيدة بريطانية، وامتدت لأكثر من اربعين عاما ولا تزال مستمرة الى الان.
ويقود هذه الدراسة البروفيسور انثوني سويردلو ومينوك شوماكير من معهد ابحاث السرطان في لندن. وخلصت الى عدة حقائق حول موضوعات ومفاهيم خطأ أثارت قلق السيدات سابقا، مثل: تعتقد كثير من المصابات بسرطان الثدي بأن فرط توترهن او مرورهن بمصيبة او صدمة نفسية هي السبب وراء اصابتهن. بيد ان نتائج الدراسة اظهرت زيف هذا الاعتقاد، حيث نفت هذه العلاقة بشكل قاطع.
وعلق الباحث، د. مينوك قائلا «تمكنت الدراسة من اثبات ان التوتر وتدهور الحالة النفسية ليس عاملا محفزا للإصابة بسرطان الثدي.
وهذا امر مفرح. فالنساء يمررن بمواقف محزنة ومتوترة طوال الوقت، وفسخ علاقة ذلك بسرطان الثدي يقلل خوفهن وتوترهن وحتى لوم انفسهن على الاصابة بسرطان الثدي».
تناول علاجات هرمونية بينت الدراسة ان علاج السيدات بنوع من العقاقير الهرمونية يضاعف فرصة الاصابة بسرطان الثدي. حيث تتضاعف الاصابة الى ما بين 2.7 - 3 مرات لمن تناولن العقاقير الهرمونية الثنائية لفترات طويلة، مقارنة بمن لم يتناولنها ابدا.
وهي عقاقير تستخدم غالبا لعلاج اعراض مرحلة انقطاع الطمث، مثل نوبات السخونة والصداع النصفي وتقلبات المزاج الحادة والاكتئاب. وتنقسم الى نوعين، هما: العقاقير الهرمونية الاحادية التي تحتوي على هرمون الاستروجين فقط، والعقاقير الهرمونية الثنائية التي تحتوي على هرموني الأستروجين والبروجيسترون معا. وتقدر الاحصائيات ان 1 من كل 10 سيدات في عمر الخمسين جربن تناول نوع من هذه العقاقير.
وخلصت نتائج الدراسة الى اثبات ان تناول السيدات العلاجات الهرمونية الثنائية لمدة 4 سنوات وأكثر يضاعف فرصة اصابتهن بسرطان الثدي الى 2.7 – 3 مرات، مقارنة بمن لم يتناولنها ابدا. أما بالنسبة للسيدات اللاتي تناولن العلاجات الهرمونية الاحادية، فلم يلحظ حدوث اي زيادة في معدل اصابتهن مقارنة بمن لم يتناولنها ابدا.
ومن المهم الانتباه الى ان الدراسة اثبتت أن الارتفاع في خطر الاصابة يرجع الى معدلاته الطبيعية بعد سنة من توقف السيدة عن تناول العقاقير الثنائية، لتتساوى فرصة اصابتها مع من لم تتناولها ابدا.
وعلق الباحث قائلا «أظهرت نتائج الدراسة العلاقة الوثيقة بين العقاقير الهرمونية الثنائية مع سرطان الثدي.
واكدت أن تناولها لمدة طويلة يضاعف الخطر كثيرا».
التدخين ارتباط التدخين مع السرطان امر ثابت، لكن الجديد هو اثبات الدراسة ان بدء التدخين مبكرا هو الاخطر ضررا، وان خطر سرطان الثدي يستمر حتى بعد الاقلاع عن التدخين لمدة لا تقل عن 20 عاما.
حيث دلت الدراسة الى ارتفاع نسبة اصابة النساء اللاتي بدأن التدخين قبل سن 17 سنة. وحى لو دخنت المراهقة لمدة سنة فقط، وجد ان هذا الارتفاع يستمر لمدة لا تقل عن 20 سنة بعد الاقلاع عن التدخين.
وكان التدخين اكثر ضررا بمن لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، حيث تضاعفت فرصة اصابتهن بالمرض مع تقدمهن في العمر. وللتفصيل، اقترن بدء التدخين مبكرا (قبل بلوغ 17 سنة) مع ارتفاع نسبة الاصابة بنحو 24%، بينما ارتفعت نسبة الاصابة عند بدء التدخين في عمر 19 سنة وفوقها بنحو 15%. وكلما زادت مدة التدخين زاد الخطر.
التعرض للإضاءة راج اعتقاد او اشاعة تشير الى ارتفاع نسبة اصابة السيدات اللاتي يعملن في مناوبات ليلية او يتعرضن للإضاءة الالكترونية (شاشات التلفاز والكمبيوتر) بسرطان الثدي.
وذلك تبعا للقلق والخوف من تأثيرات اضطراب ساعة الجسم الحيوية واختلال ساعات النوم وانخفاض افراز الجسم لبعض الهرمونات؛ مثل هرمون الميلاتونين. بيد ان نتائج الدراسة الكبيرة اثبتت زيف هذا الاعتقاد.
حيث ثبت أن النوم في غرفة مضيئة او التعرض للإضاءة الالكترونية اثناء الليل لا يسبب ارتفاعا في فرصة الاصابة بسرطان الثدي. والامر نفسه كان صحيحا بالنسبة لمن يعملن في المناوبات الليلية، حيث لم ترتفع فرصة اصابتهن.
القبس الكويتي