"جدري الماء" يشكّل خطرًا على حياة البالغين أكثر من الأطفال
المدينة نيوز :- بينما يُقال إنَّ إصابة الأطفال وهم ما يزالون في سنّ صغيرة بمرض "جدري الماء" ضمانة لهم بعدم عودة الإصابة به من جديد، فقد ثبت أنّه يكون ضارًا، أو حتى مميتًا، بالنسبة للأفراد البالغين أكثر من الأطفال.
وما يجعله بهذا السّوء بالنسبة للبالغين دونًا عن الأطفال - على عكس الطبيعيّ أو المعروف عن باقي الأمراض- هو أنَّ البالغين يتعرّضون لمضاعفات حين يصابون بذلك المرض، أكثر من تلك التي يتعرّض لها الأطفال.
ففي حالة إصابةِ فرد بالغٍ بذلك المرض، فإنّه سيبدأ معه بظهور بثور صغيرة مثيرة للحكّة، وستتزايد احتمالات إصابتهم ببعض الآثار الجانبية، مثل مرض الالتهاب الرّئويّ، التهاب الكبد، والتهاب الدّماغ. ونوّه أطباء إلى أنَّ تلك الأخطار تتزايد أكثر لدى الرّجال، مع العلم أنّ كلّ مرض من هذه الأمراض يتّسم بدرجة خطورة خاصّة.
والسّؤال الذي يفرض نفسه الآن "لم يعتبر البالغون أكثر عرضة للإصابة بجدري الماء من الأطفال الصغار ؟"، الحقيقة أنَّ الباحثين ما يزالوا يحاولون استكشاف الأمر واستبيانه، ويظن بعضهم أنَّ الإجابة تكمن في الاختلافات بين الأجهزة المناعية للأطفال والأفراد البالغين، موضحين أنَّ أجهزة المناعة الخاصة بالأطفال تخضع لهيمنة الخلايا البالعة، وهي خلايا كبيرة "تأكل" أي مادة غريبة، بينما تستخدم أجهزة المناعة لدى البالغين المزيد من الأجسام المضادّة، التي تقتنص الميكروبات المهاجمة.
لكنْ في المقابل، أوضح بروفيسور الفحص السريريّ، دكتور جون سوارتزبيرغ، أنّه ربّما تكون هناك علاقة تكافلية زائفة بين الفيروسات والأجسام المستضيفة لها، وأنّ تلك العلاقة قد تمرّ باضطراب إذا أصيب الشّخص بالمرض في الوقت "الخاطئ"، كما أنّ الفيروس لن يستفد أيّ شيء في نهاية المطاف إذا توفى الجسم المستضيف له في الأخير.
وقال الباحثون في السّياق ذاته، إنَّ مقولة "لا بدّ وأنْ يصاب الكلّ بالمرض وهم أطفال صغار، حتى لا يصابون به عندما يكبرون" هي مقولة خاطئة، لا سيّما وأنَّ هناك لقاحًا فعاّلاً ضدّ "جدري الماء"، وأنّه متوافر في كلّ مكان منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا.
لكنْ لمن لم يسمع عن هذا اللّقاح إلا الآن، فإنّ السّبيل الوحيد لمواجهة المرض، هو التعامل معه بهدوء حتى يمرّ بسرعة وبدون ألم، مع الإكثار من شرب المياه، والاستعانة ببعض أنواع الأدوية المضادّة للفيروسات التي تضعف المرض وتخفض الحمّى والحكّة.