المدينة نيوز :- وقعت فرنسا والصين أمس عقودا بقيمة إجمالية 15 مليار دولار خلال زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبلاد.
وبحسب "رويترز"، جرى إبرام الاتفاقات في مجالات الطيران والطاقة والزراعة، بما في ذلك منح موافقات لـ20 شركة فرنسية على تصدير الدواجن واللحوم إلى الصين.
وشملت صفقات الطاقة مذكرة تفاهم بين مجموعة بكين جاس ومرفق إنجي للكهرباء الفرنسي للتعاون في إنشاء مرفأ ومستودع تخزين للغاز الطبيعي المسال في مدينة تيانجين في شمال البلاد.
وضمن صفقات أخرى، ستقيم "توتال" مشروعا مشتركا مع مجموعة شينرجي الصينية لتوزيع الغاز الطبيعي المسال باستخدام شاحنات في دلتا نهر يانغتسي.
وفي تقرير منفصل نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، تعهدت الصين بدعم مشتريات شركاتها لطائرات "إيرباص"، مضيفة أن البلدين اتفقا على العمل معا لدفع برنامج مركز تجميع طراز إيه 350، فضلا عن تعزيز استثمار "إيرباص" في الصين، ويأمل البلدان في تعزيز التعاون، ولا سيما في قطاع الطائرات الهليكوبتر ومحركات الطائرات وتدريب الطيارين.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه "لا عودة عن" اتفاق باريس للمناخ، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة رسميا هذا الأسبوع.
وأعربت قوى عدة عن أسفها وقلقها بعدما مضي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قدما بعملية الانسحاب رغم تزايد الأدلة على تداعيات التغير المناخي.
وقدمت واشنطن رسالة انسحابها إلى الأمم المتحدة الإثنين الماضي، أول موعد متاح للقيام بذلك بموجب الاتفاق، الذي تفاوض عليه باراك أوباما، سلف ترمب، لتصبح أكبر قوة اقتصادية في العالم بذلك خارج الاتفاق.
وأكد شي وماكرون في بيان مشترك صدر بعدما عقدا محادثات في بكين: "دعمهما الثابت لاتفاق باريس للمناخ، الذي يعدان أنه عملية لا عودة عنها وبوصلة التحرك القوي بشأن المناخ".
ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة مباشرة قال ماكرون إنه "يأسف لخيارات الآخرين، لكنني أريد أن أنظر إليها كخيارات هامشية".
ومع دعم الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا للاتفاق، أوضح ماكرون أن "الخيار المعزول لشخص أو آخر لا يكفي لتغيير مسار العالم. إنه يؤدي فقط إلى التهميش".
من ناحيته وجه شي في تصريحاته انتقادات مبطنة للولايات المتحدة، التي شنت حربا تجارية مع الصين العام الماضي وأغضبت بكين حول قضايا دبلوماسية مختلفة، وقال "نؤيد الاحترام المتبادل والمعاملة على قدم المساواة، ونعارض شريعة الغاب وأعمال الترهيب.. نؤيد الانفتاح والدمج والتعاون المتبادل المفيد ونعارض الحمائية".
وتكتسب مساعي الصين لمكافحة التغير المناخي أهمية بالغة، لأنها المصدر الأول لانبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.
ودعا شي أيضا المجتمع الدولي إلى "بذل جهود مشتركة لحماية كوكبنا الأرض"، مضيفا: "نحن ضد محاولة وضع المصالح القومية فوق المصالح المشتركة للإنسانية".
وفي وثيقة بعنوان "دعوة بكين لحماية التنوع البيولوجي والتغير المناخي"، عبر الرئيسان عن تصميمهما على تعزيز التعاون الدولي "لضمان تطبيق كامل وفعال لاتفاق باريس".
وتتضمن الوثيقة التزاما باستصلاح نحو ثلث الأراضي غير الصالحة، إضافة إلى إلغاء دعم الوقود الأحفوري على الأمد المتوسط.