إيران والأمن القومي العربي
![إيران والأمن القومي العربي إيران والأمن القومي العربي](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/78476.jpg)
لفت انتباهي في عام 2005 مقال نشرته مجلة العصر بعنوان: المد الشيعي في الأردن حقيقة أم وهم، لطارق ديلواني، ذكر فيها الكاتب أن إيران تسعى عن طريق الجالية العراقية في الأردن لنشر الدين الشيعي في الأردن، حينها اقشعرّ بدني من ذلك الإصرار العجيب لإيران على تصدير نفاياتها الفكرية للدول العربية، وكيف أنها تخصص 20% من دخلها القومي على نشر هذه التفاهات في كل دول العالم الإسلامي بدءاً بماليزيا وليس انتهاءً بالأردن.
وقبل سنوات، أجرى الدكتور باسم الطويسي دراسة رائعة بعنوان: مهددات الأمن القومي العربي، خلص فيها إلى أن إيران تعد من المهددات الرئيسية لهذا الأمن، ومعها إسرائيل والولايات المتحدة وبقية دول أوروبا.
وقبل أيام أيضاً، خرج علينا مسؤولان في وزارة الخارجية الإيرانية هما محمد رضائي ومهدي صفري، يصفان العرب بأنهم " بدو وهمج الصحراء " وبأن الحضارة العربية هي حضارة طارئة ارتبطت بالنفط، معلنين أن الحضارة الفارسية هي ام الحضارات، وأن الإيرانيين الفرس هم من الشعوب الآرية الأوروبية، كما أعلنوا تعاطفهم العلني مع إسرائيل في مواجهة العرب الهمج.
والمتابع العادي لما بعد العدوان الأمريكي على العراق عام 2003، يستنتج بوضوح الدور الإيراني المدمر في المنطقة العربية والإسلامية، ولا يخفي نظام الملالي في إيران الدور الذي لعبوه في تسهيل الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، ولم ننس بعد الفتوى التي أصدرها السيستاني الإيراني القابع في أرض الرافدين بتحريم التعرض للقوات الأمريكية في العراق، ثم أعلن بعدها دونالد رامسفيلد وزير الخارجية الأمريكي في عهد بوش الابن، أن الولايات المتحدة دفعت 200 مليون دولار للسيستاني مقابل هذه الفتوى.
إيران، ونظامها الفارسي القائم على حقيقة وجوب تدمير العرب بكافة السبل، تبذل كل جهودها في هذا الاتجاه من خلال السيطرة على العاطفة الدينية للشيعة وتوجيههم نحو تحقيق أهدافها، الأمر الذي حول هؤلاء الشيعة إلى أدوات لتدمير الغير، وتدمير الذات، ولا يختلف الشيعة العرب عن الشيعة العجم في هذا السياق.
الهدف العاجل لإيران الآن هو المملكة العربية السعودية، فالأحداث التي تجري على الخاصرة السعودية من الناحية الشرقية والمتمثلة في البحرين، والحراك الشيعي في الكويت، وكذلك المنطقة الشرقية التي تضم الدمام والإحساء والقطيف، وعلى الجبهة الجنوبية المتمثلة في الحوثيين الجاروديين الذين هم أشد عداوة للعرب والإسلام، وكذلك على الجبهة الشمالية المتمثل في حزب الله في لبنان، والنظام العلوي في سوريا، كلها تشير بوضوح إلى أن الهدف القادم لإيران هو السعودية.
وهنا تجب الإشارة إلى أن أي تهديد للسعودية أو أي من دول الخليج العربي هو تهديد مباشر للأردن، وفي هذه الظروف الدقيقة يجب تشكيل جبهة أمنية موحدة تضم الأردن ودول الخليج العربي ومصر، للوقوف في وجه هذا التهديد الذي يقف على الأبواب، كما يجب إتاحة المجال لتشكيل مؤسسات مجتمع مدني في هذه الدول، تكون مهمتها الوقوف بوجه المد الصفوي الذي بدأ يتغلغل في جسد العرب.