الوطنية المجمدة
بين الوطنية المجمدة وعشق التقليد المستورد...سيضيع امن الوطن، ويحتار المواطن مع من سيقف ، تكررت البيانات ومللنا الاشخاص خلف المكبرات بالميادين والساحات ، وحفظنا كلمات رفضهم ، وسجلت مسامعنا شعارتهم ، وحفرت بالذاكرة وتجمدت ، حتى عرفت بان المطلب ليس الرمانه .
كنت من مرتادي الاعتصامات ومن منظمي التظاهرات على مر سنين عمري ، وكنت اقف عند نقطة واحده من اتجاهي القومي اليساري ، ومن عشقي لوطني الذي احيا واعيش به ، حتى تنبهت في الايام الماضية بان وطني اصبح على المحك...... وامني بمهب الريح ......ومستقبل ابناء وطني على كف عفريت ، حتى توقفت .
ارى مظاهرات اليوم وكأني بمزاد علني فتح على رقبة الوطن ، فحتى حبنا للاردن يستكثره علينا بعض مدعي الوطنيه المجففه ، والتي تم تفريزها وتجميدها حتى فقدت نكهتها الاصلية ليخرجوها حين الحاجه لها ، فمن متى يحتاج حب الوطن ليوم 15 و24 و25 بعينه لننطلق منه لتخريب مقدرات البلد .
واي سبب مقنع يجعل بناء الخيام منبراً للاعتصام ، طالما طاولة الحوار تنتظر وبشغف ابناء الوطن الغيارى ، لنقش اصلاحاً شامل لبلد تستحق منا التفاني والتعامل مع الامور بروية اكثر وموضوعية متوازنة.
فلما ترفضون التحاور ، ولما الاصرار على الردح من خلف مكبرات الصوت بالساحات والمياديين ، ولما تشكيككم المستمر بكل مقترح ينهي الازمة ، فما النتيجه ستكون بعدما رفضتم الحوار وانتفضتم على انفسكم من جديد.
اذا كنتم ممن يعشقون الوطن وينادون بمصلحته ، لما الاصرار على افتعال الحركشة اذن ، هل لكسب التعاطف ومحاولة اقناع الغير بتلك الوطنية، ام تخافون من خطى الاصلاح القادم الذي سيلغي وجودكم كما محيت قناعتنا بكم .
واذا كنتم ممن يدعون المظلمة الواقعة عليهم ، هل شعرتم بها فقط بمجرد تحركات خارجية ؟ ام انه تقليداعمى ؟ واجترار تجارب خسر من خاضوها اكثر مما كسبوا.
اراكم فقط ممن يحسدون ابنائي الصغار على النوم بلا خوف ، وممن يحسدون والدتي على التفافنا واخوتي حولها ، وممن يحسدون جاري الصغير الذي يلعب في حارتي لمنتصف الليل دون خوف من غريب في تلك الحارة.
اراكم تحسدون ابناء جلدتكم على هذا الامن الذي نعيش ، وترفعون شعارات الدم وتحريك الضغائن ، مبررينها باسباب من الممكن حلها بطرق اكثر امانا.
يا الله كم انتم قساه على ابناء وطني الحبيب...........