الرسالة الملكية...جدية في الإصلاح وحرية في التعبير
![الرسالة الملكية...جدية في الإصلاح وحرية في التعبير الرسالة الملكية...جدية في الإصلاح وحرية في التعبير](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/78720.jpg)
التوجيه الذي ارسله جلالة الملك على شكل "رسالة " الى رئيس الوزراء اكبر دلالة بجدية السير وبعجلة في عمليات الإصلاح والعمل بحرية التعبير بعد ان تباطئت وتعثرت كلاهما في السنوات القليلة الماضية.
لم يكن جلالة الملك يوما بعيدا عن ابناء شعبه ولم يكن بعيدا عن الراي العام بل كان جديا في التعامل مع كافة الملفات المطروحة على ارض الواقع وهو القريب من كل الملفات، ورغم إعاقة عمليات الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد وتعثرها خلال السنوات القليلة الماضية الا ان جلالة الملك بقي وما زال جديا في اجراء اصلاحات شاملة يلمسها المواطن الاردني ايا كان موقعه لانها الطريق الوحيد للرقي بالمجتمع والمواطن الاردني وهي السبيل الوحيد للقضاء على ديكتاتوريات المتنفذين في البلاد خصوصا بعد ان صرح جلالته بجدية محاربة الفاسدين وملاحقتهم والاطاحة بهم وعزلهم ومعاقبتهم على افعالهم وبعد تطميناته للهيئة وتوجيهه لهم بجدية البحث عن مكامن الفساد وجعل الاعلام والمواطنون يتعاونون مع الهيئة لمحاربة الفاسدين في البلد.
لقد حملت الرسالة السامية الخطوط العريضة لعمل الحكومة بعد ان وجهتها وارشدتها لكيفية ادارة الملفات المطروحة على طاولة الحوار عبر كتاب التكليف الملكي السامي لدولة معروف البخيت ومن ثم الرسالة الملكية وما جيئ بها من مقترحات ،كما حملت الرسالة في ثناياها التعامل مع لجنة الحوار الوطني وبروح الفريق الواحد وبالتشارك مع السلطة التشريعية لانجاز قانون الانتخاب بحث يضمن افراز مجلس منتخب يمثل كافة شرائح المجتمع الاردني واصدار قانون الاحزاب الذي يضمن مشاركتها في العمل السياسي لان بلا ديمقراطية في الانتخابات سيبقى تضمر الشعب يطفو على سطح الحديث بالحريات السياسية،
ان العقبات والتحديات التي تقف في وجه الاردن والصراعات الحاصلة في الشرق الاوسط، لا تثنينا نحو السير للرقي بمؤسسات الدولة وبالشعب الاردني لذا فان الجهود الواجب بذلها من كل اردني ونشمي في هذا البلد تصب في المصلحة العامة لرسم ملامح المرحلة المقبلة من النهوض بالوطن في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد، لا سيما وان تطلعات جلالته تسبق خطانا بكثير وما زلنا تحت الدعم الملكي والاهتمام الملكي، فهي الفرصة الوحيدة لتحقيق الاهداف المرسومة والمنشودة في صفحة الوطن من تقدم ورقي وازدهار ورفعة لهذا الوطن الذي يستحق منّا الفداء والتضحية ،فكيف هي ردود فعل النشامى الاردنيين بعد ان استنهض جلالته المروءة والارادة في كل اردني يحافظ على دولته ودستوره وانجازه ،في الرسالة الملكية.
والمتتبع للحالة السياسية في الاردن يجد ان حرية التعبير مصانة وان الاردن في مقدمة الدول التي عرف عنها بحرية الراي والتعبير، وها هي تطمينات جلالته تنهال علينا يوما بعد يوم، خصوصا بعد لقاءه الاخير بالشباب وتطميناته لهم بان حريتهم من حرية جلالة الملك وان ينطلقوا احرارا من اجل الوطن وتوجيهه للحكومة بضمان حرياتهم الاكاديمية والفكرية والابداعية ويامر بتوقيف التدخلات الخارجية في اتحاداتهم وشؤونهم الطلابية وتفكيرهم السياسي في رسالة واضحة الدلالة والمعالم بان يبقوا الطلبة احرارا في خياراتهم دون ان تمارس عليهم الضغوطات،ليبقى الخيار خيارهم.
ان المضي قدما في عمليات الاصلاح في البلاد يحتاج الى تضافر الجهود من كافة الاطياف من مؤسسات مجتمع مدني واحزاب وتجمعات ونقابات وتقديم المشورة حول كافة المواضيع المتعلقة بامن وسلامة الوطن والمواطن.
وان للاعلام المهني الدور الرئيسي والكبير في تحمل اعباء مسؤوليات الشعب فهو الاذن التي يسمع بها والعين التي يرى بها المواطن فان يكون الاعلام حر ونزيه وشفاف حتى نقي عواقب نتائج غير ذلك لا سمح الله.
فما تحدث به جلالته هو المرسوم المحدد للمرحلة المقبلة واذ عملت الحكومة بما جيء به من رسائل وتوجيهات فاننا اصبحنا في مامن التقدم والنهوض بالوطن والرقي به وان الاصلاح السياسي لا ينتهي بيوم وشهر بل يحتاج الى مده زمنية كافية كما انه يحتاج الى تضافر الجهود منا جميعا من شباب ومؤسسات واحزاب ولعل اقلها تقديم المشورة فالوطن يستحق اكثر من ذلك .
ان حاجتنا اليوم للاصلاح السياسي اكثر من اي وقت مضى بعد ان تعثرت عمليات الاصلاح في البلاد في الفترات الماضية لان مستقبل الاردن المنشود بات مربوطا بعمليات الاصلاح وحماية الطبقات الوسطى والفقيرة من الطبقات الغنية والمتنفذة.
ولان متطلبات المصلحة الوطنية من متطلبات بناء الاردن الحديث وجعله بلد مؤسسات وقوانين للنهوض والازدهار به تحت ظل حضرة مولانا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.