رساله من صامت الى دولة الرئيس

تم نشره الإثنين 28 آذار / مارس 2011 11:58 صباحاً
رساله من صامت الى دولة الرئيس
وصفي المومني

دولة الرئيس : فانني انتظرت كثيرا قبل كتابتي لهذه الرساله,علني ارى نتيجة عملية لما سمعناه منك ومن أفراد حكومتك حول الأصلاحات في الأردن.
ولان الأمور بدأت تأخذ منحى لا نقبله جميعا , فقد أصبح لزاما علينا أن نقول كلمتنا لك, خاصة وأنني أستغرب عدم وصول الرسالة التي حاول ايصالها الشعب الأردني عبر كثير من الاعتصامات و الاحتجاجات والاضرابات وكل الوسائل الأخرى على الرغم من وضوح هذه الرسالة وتوفر ارادة سياسية لتطبيقها.
نعم انتظرت وانتظر معي كل أبناء شعبنا حتى سمعنا بنية الحكومة لتشكيل لجنة للحوار الوطني,فكانت هذه اللجنه خيبة أضيفت الى خيباتنا المتواليه.انقسم أصحابها قبل أن يجتمعوا,واستقال اخرون قبل طرح مطالبهم . ومع ذلك لم تنتبه الحكومة الى الأسباب التي ادت الى ذلك,فالأسباب لم تكن كما ادعى البعض حول اختلاف أعضاء اللجنه فكريا وسياسيا,فهذه بحد ذاتها من مقومات نجاح اي حوار وطني يعقد في اي زمان ومكان.
ولكن السبب الحقيقي لذلك هو اغفال الحكومه- بقصد او غير قصد- لتمثيل الأغلبيه من الشعب الأردني والتي اتفقت الحكومات المتعاقبه على تسميتها ب.هذه الأغلبيه التي تم تجاهل حقوقها طويلا,ظنا منكم ومن الحكومات التي سبقتكم انها الورقة الرابحه والتي ستخرجونها في وجه معارضيكم كلما دعت الحاجة لذلك,مراهنين بذلك على ولاءهم وانتماءهم للاردن وقيادته.
ولكن للأسف يا دولة الرئيس.فان هذه الورقه قد تم سحبها منكم,حيث أصبح أفراد هذه الأغلبيه وتحت وطاة التجاهل والفقر والذل مصابين بحالة من انسداد الأفق الاجتماعي دفعتهم الى وضع أنفسهم تحت تصرف جهات متطرفه وأصحاب أجندات مشبوهه.
بالاضافة الى عدم وجود جهة وطنيه تمثلهم وتنقل همومهم,ناهيك عن اعلام رسمي اخذ على عاتقه تخوين كل من يطالب منهم بالاصلاح,والا فماذا يعني أن تقوم احدى الاذاعات التي من المفروض أن تكون الصوت الذي ينقل هم المواطن وعبر استضافتها لمجموعة من الوافدين من أجل المزاودة على ولاء وانتماء هذا الشعب, في محاولة لايصال رسالة بأن الشعب الأردني مكون من فريقين,فريق ضد نظام الحكم وفريق مع نظام الحكم.وأنت تعلم يادولة الرئيس والكل يعلم أن هذا الشعب قد يختلف على كل شيء الا على وجود هذا النظام والذي نعتز به جميعا ونعتبره صمام أمان للأردن والأردنيين.
دولة الرئيس:لا أريد أن أطيل ولكن أود هنا أن أؤكد على أن المسيرة الاصلاحيه لا تحتاج الا الى بعض الاجراءات والتي نراها جميعا قابلة للتطبيق.
أولها:أن يتم اعادة الثقه بين الشعب وحكومته, وان ذلك لا يتأتى الا بشعور الحكومه بألم المواطن وقربها منه,والدليل على ذلك هو خروج الكثيرين قبل فترة من الوقت وهم يهتفون للشهيد هزاع المجالي والشهيد وصفي التل.ليس لأن الأردنيين عاشو ذلك الوقت برخاء ورفاهيه,بل على العكس تماما,فان فترة تولي الشهيدين مسؤولياتهما كانت من أصعب وأدق الفترات التي مرت على بلدنا,ومع ذلك لم تخرج مسيرات تطالب باسقاطهم,والسبب بسيط جدا,فقط لأنهم كانوا من أفراد هذا الشعب يشاركونهم همومهم وتطلعاتهم,فحكموا بعدل وللعدل فلسفة يا دولة الرئيس لا يدركها الا من عانى ظلما.
ثانيا:أن يتم اعادة تشكيل لجنة الحوار الوطني,على أن تضم بين أفرادها قيادات شعبيه تمثل الأغلبية الصامته,وأن يقوم افراد هذه اللجنه ,كل في منطقته بعملية عصف ذهني يتم من خلالها وضع خارطه اصلاحيه حقيقيه وعلى مستوى الوطن.
ثالثا:أن يكون الاصلاح السياسي متوازيا مع الاصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد,وذلك لن يتم الا اذا كانت الارادة الحكوميه متوازية مع الارادة السياسيه وأن تكون جميعها تحت غطاء اعلام وطني حقيقي يأخذ على عاتقه ايصال صوت المواطن ويكون منحازا للوطن بكل أطيافه.
وفي النهاية يا دولة الرئيس فان ذلك يتطلب توفر النية لديكم بالاصلاح ,وليس ابلغ من قول شاعر الأردن عرار رحمه الله عندما خاطب فتاة وادي اليابس قائلا :
* يا بنت تحقيق العدالة ركنهُ ولع القضاة براحة الوجدانِ *
لذا أرجو من الله أن تكون لديكم النية الصادقه لتحقيق العداله والتي هي أساس كل ملك, وحتى تنعموا براحة الوجدان وتكونوا نقطة مضيئة في تاريخ بلدنا وتجنيبه ما لا يحمد عقباه. والله من وراء القصد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات