المدينة نيوز :- حذَّرت دراسة جديدة، مرضى السكري من عدم التهاون بالحفاظ على مستويات السكر في الدم، ليتمتعوا بذاكرة قوية ويجنبوا أنفسهم التدهور الإدراكي مع التقدم في العمر.
أُجريت الدراسة في كلية لندن الإمبراطورية ونُشرت في مجلة ”ديابيتولوجيا“ الطبية، وشملت 5 آلاف شخص تفوق أعمارهم الخمسين عامًا، وخلصت نتائجها إلى تراجع الإدراك المعرفي عند مرضى السكري بمرور العمر، أقل من الأشخاص الطبيعيين.
استمرت الدراسة 10 سنوات كاملة، ولم يركز العلماء على نوع بعينه من مرض السكري عند المتطوعين، وتبين خلالها ارتباط مستوى الجلوكوز المرتفع في الدم بقدرة الأشخاص على ممارسة المهارات الإدراكية، لا سيما عند أولئك المصابين بالسكري حتى لو لم يتم تشخيص المرض لديهم.
لذلك، يحث الأطباء مرضى السكري بالحفاظ على مستوى السكر ضمن معدلاته الطبيعية، تجنبًا للإصابة بالضعف الإدراكي الذي قد يكون سببًا أساسيًّا في الإصابة بالخرف والزهايمر في مراحل متقدمة من العمر، ناهيك عن موت الدماغ ببطء جراء عدم الاهتمام بعلاجه قبل فوات الأوان.
كيف يؤثر مرض السكري على الدماغ؟
ينتج الجسم الأنسولين بنسبة منخفضة عند مرضى السكري من النوع الأول، أما في النوع الثاني فينتج عن عدم استخدام الأنسولين بالشكل الصحيح لوصول الجلوكوز إلى أنحاء الجسم كافة، وبالتالي يتأثر الدماغ بسبب مستوى الجلوكوز كبقية أجزاء الجسم في كلتا الحالتين. وكون الجلوكوز من أحد مصادر الطاقة للجسم ويتأثر بمرض السكري بشكل أو بآخر، إما بسبب انخفاض إنتاج الأنسولين وإما عدم القدرة على الانتفاع بالهرمون، فإن وظائف المخ تتأثر بالسلب بطبيعة الحال.
يتسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز من سرعة تراكم بروتين amyloid beta، وهو مكون رئيس للويحات المخ؛ ما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية، والنتيجة زيادة خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.
ويرجع السبب إلى تراكم البروتين المشار إليه بكمية كبيرة في أدمغة المصابين بالزهايمر، وبالتالي تمنع مستقبلات الأنسولين في الدماغ من أداء وظيفتها كما ينبغي، وتجعل خلايا المخ أكثر حساسية للأنسولين.
علاوة على ما أثبتته الدراسات في هذا الصدد، بأن مرض السكري على المدى الطويل يقلل من المادة الرمادية وهي المادة المسؤولة عن الذكاء في الدماغ، ولتجنب كل هذه المخاطر عليك باتباع بعض النصائح التي من شأنها إبقاء مرض السكري تحت السيطرة، للحفاظ على صحتك البدنية والعقلية على حد سواء.
من هذه النصائح، الحفاظ على مستوى السكر في الدم، عن طريق الفحص الدوري واتباع نظام غذائي مخصص لهذه الحالة، مع المداومة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول الأدوية في المواعيد المنصوص عليها. هذا على المستوى البدني.
أما على المستوى العقلي فعليك بممارسة التمارين الذهنية (تمارين الدماغ)؛ للحفاظ على حياة المنطقة الرمادية التي سبق الإشارة إليها، كما تساعدك اليوغا والتأمل كبديل مكمل للحفاظ على مستويات السكر عند الفحوصات المستمرة، ليس ذلك فحسب بل ستساعد دماغك -أيضًا- على التعامل بشكل أفضل مع المرض.
وأخيرًا، يرتبط مرض السكري طويل الأجل بالإصابة بالاكتئاب؛ نظرًا لارتباط الاكتئاب بوظائف الدماغ، لذا احرص على المتابعة الطبية الدورية، ولا تتجاهل الأعراض المبكرة للاكتئاب، فكلما شٌخصت الحالة مبكرًا كانت السيطرة على فقدان وظائف المخ أسرع وأكثر فاعلية.