فحوى خطاب الدكتور قورشه
![فحوى خطاب الدكتور قورشه فحوى خطاب الدكتور قورشه](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/79203.jpg)
الحمد لله الاول والاخر والظاهر والباطن واليه ترجعون
أخى د. قورشه .. الانسان بطبعه ميال الى المحمده والصيت والسمعه ,وأن يشار اليه بالبنان,لان الدنيا حلوه خضرة غراره وما مد احد عينيه الى متاعها الا قارب الفتنه او حام حول حماها 0
واننى قرأت رسالتكم الى صاحب الجلاله والى الشعب بفحوى الرساله باطيافه وانتمائاته ,ولكننى احببت ان اضيف جواباً شداً للحق وتقويه للعضد , وان لا نكون سبباً بتفريق الصف وتمزيقه اشتاتاً بالاهواء والحزبيات والعواطف والعصبيات ,وسرعان ما تعصف بها الاهواء ,كالقائم على شفا جرف هار يكاد ان ينهار به فى مهاوى الضلاله0
والداعى يعلم تلامذته وطلابه الفرقان, والداعى الخلفى يجعل مادته تشارك فى جلها دعوات باطله متحزبه فكريه وسياسيه وغيرها,والفرق بين اظهار الحجه والانتصار لحق هو التجرد من حظوظ النفس وعدم ترويج الفتنه مما تطلى بها حتى تنطلى , فينزلها على ما وافق عقله وشهوته , وإن استعملت نصوصاً فى الدين بغير محلها فهذه هى الخشيه , ولو راجع الانسان نفسه لوجد فى وجدانها ميلاً قوياً يدفعه الى لباس الرفعه والبطوله بطريق التفنن بلون من الوان ركاب التقدم ,المفضى الى قول يراد به رسماً لا يمس بواطن القلوب ,وانما رسماً يستفز جمهور الامه بأطروحات تجر الناس الى سكره تفوق سكره الخمر, بالخلاف وعظم الافتراق وزرع الفرقه فى سلوك فكرى ضيق يؤجج نار الفتن والمحن , وللاسف قد فتحتم باباً واشعلتم ناراً فى الصدور لا يرجى أطفائها لاقدر الله لانكم كنتم عوناً ببذر الخلاف وتشتيت الصف لاقدر الله ,ومعالجه الامر ليس بفتح باب العنصريه والنار وبطولات يمقتها العقلاء من هذا الشعب الاردنى المتماسك ومن بنى الاسلام0
واننا نعلم بانك ممن تعاهدوا الايمان والتقوى وروضوها بالتواضع لا بالجلافه والقسوه كما تقولون وتخاطبون , لان النفس لها جنوح يقهرها صاحبها فيردها عن طغيانها (وأن للعلم طغياناً كطغيان المال)
وما يعصف بأمه الاسلام من احداث عظيمه يستوجب البحث عن سبيل النجاه من تلك الفتن التى تدع الحليم حيران,والباب مغلق فكسرتم الباب وخرج الخارجون وثار الثائرون بفتن سهله الاسباب اثارتها وتهيجها من خلال وسائل الاعلام وغيرها بالتباس الحق بالباطل ,وكان عليه وزرها ووزر من سقط فيها 0
أسال الله ان نكون دعاه حق ويحفظ جلالته ويحفظكم الله وان يحفظنا من كيد ومكر الماكرين وان يديم علينا الايمان والامن والاستقرار.