تحديات المرحلة القادمة (كلنا اردنيون )

تم نشره الأربعاء 30 آذار / مارس 2011 12:15 مساءً
تحديات المرحلة القادمة (كلنا اردنيون )
محمد شفيق عبيدات

في البداية اود ان اتقدم بأحر التعازي لاهالي المرحوم خيري سعد الذي بالفعل حزنت جداً لحادثة وفاته .لم اكن لأتطرق للحديث عن الاحداث الاخيره في وطننا الغالي ,لولا اني رأيت من باب اولي ان نشهد شهادة حق عسى ان تكون بلسم لتهدئة النفوس
لقد آلمنى ما شاهدته من احداث في الايام القليلة الماضية وخصوصا الاعتداءات التى قامت بها قواتنا الامنية على المتظاهرين السلميين في ميدان جمال عبدالناصر والذي بلا شك سجل نقطه سوداء في صفحه الحريات المدنية في تاريخ اردننا الحبيب . خلال العقود المنصرمه مر وطننا في ازمات عديدة دوليه اقليمية ومحليه وكنا على قدر لتخطيها بفضل تماسك صفنا الاردني ووحدتنا الوطنيه وبنفس الوقت لا نقلل من شأن الحكومات السابقه في استيعاب الازمات وتحكيم العقل والالتزام بالثوابت الوطنية لتجاوز العقبات.ما شاهدناه في الاحداث الاخيرة كان بمثابة صدمة لنا وللمجتمع الدولي ودليل على تخبط حكومة البخيت وعدم اهليتها في التعامل مع الأحداث من خلال لجوئها الى استخدام العنف لفظ الاعتصام ,وتجاهل نظرية ان العنف لا يولد الاعنف والتي كانت جلية في احداث مصر وتونس فكان الاولى ان ندعوا المتظاهرين الى طاولة الحوار .
بأعتقادي الخطأ الاكبر الذي اقترفته الحكومه والاعلام الرسمي هو الاشارة الى مجموعة معينه على انها وراء الاعتصام ظناً منهم ان ذلك سوف يولد نقطة تحول في الراي الاردني ويحسم مسألة الاعتصامات وتتجاوز الدولة عقبة المرحلة الحالية ,لكن وللأسف حسابات الحكومة جائت بغير مكانها ففي الوقت الذي نحاول به توحيد صفنا الاردني وتجاوز المرحلة الحالية جاءت الاحداث الاخيرة لتضرب الوحدة الوطنية بالصميم وذلك بالسماح لاصحاب النفوس المريضه ببث سمومهم بين ابناء الوطن الواحد .وللأسف تغيب الرأي الرسمي اوحى لمتابع الاحداث الاخيره ان الحكومة مؤيده لما يقوم به الزعران والمتابع للشبكة الاجتماعية والصحافه الالكترونية يستطيع ان يرى ما خلفته تلك الاحداث من نعرات عنصرية كنا نأمل ان تكون وحدة المصير وحبنا لهذا الوطن قد تكفل بازالتها,ولكن للاسف هناك اصحاب نفوس مريضه تخدمهم اثارة مثل هذه النعرات .بالرغم من اختلافي مع جبهة العمل الاسلامي فكرا او تنظيما الى انه لا احد ينكر انظباط افرادها وتأثيرهم في مجتمعنا المحلي ,ولو صح كلام الحكومه انهم من كان وراء الاعتصام فذلك عذر اقبح من ذنب لأننا نعلم ان جبهة العمل الاسلامي هو حزب مرخص من قبل المملكة الاردنية الهاشمية وله الحق لممارسة نشاطاته السياسية وفقا للدستور ما لم تكن تتعارض مع المصلحه العامه .فأذا كانت الحكومه غير مؤهلة على استيعاب جبهة العمل الاسلامي او غيرهم من الاحزاب فكان الاولى بها عدم ترخيص هذه الاحزاب منذ البداية .فليس هناك اي مسوغ لأستخدام العنف ضد اي مواطن ونذكر ان ديننا الحنيف يؤكد على حرمة النفس البشرية والحفاظ على كرامتها بالاضافه الى دستورنا هل نسينا قول الباني جلالة الملك حسين بن طلال-رحمه الله تعالى-( الإنسان أغلى ما نملك) .
لست هنا بصدد المزاوده على احد او الطعن في انتماء احد ولا حتى القاء درس في الوطنية فرغم اختلاف افكارنا ومعتقداتنا بالنهاية يجمعنا رافد واحد هو حب الوطن ,بالاضافه الى اننا بغنى عن هذا الحديث فهناك مسيرة اصلاح تعهدنا بها ولا نريد ما يعكر صفونا او يشغلنا عن متابعة هذه المسيرة المباركة ,رجائنا الوحيد ان تكون هناك محاكمة عادلة لكل من تواطئ وكان له يد في الاعتداء على ابناء بلدنا واخواننا في احداث " دوار الداخلية " بالنهاية نحن اخترنا ان نكون دولة قانون ومؤسسات والقانون هو الحكم الفاصل بين الافراد وليس أشخاص يحركون الأمور وفقا لرؤاهم الشخصية.
المرحله القادمه هي مرحلة اصلاح ومن وجهة نظري انها يجب ان تبدأ بازالة زمر الفساد من اعضاء الحكومة المتكرره منذ عقدين ممن أمنوا العقوبة فعاثوا فسادا .من ثم تشكيل حكومة وطنية وعمل لجنة تحقيق مستقلة من اشخاص مشهود لهم بالاستقامه لفتح ملفات الفساد واحالة كل من تثبت ادانته الى امن الدوله . والاهم مما ذكر المواطن نفسه,فالكرة الان اصبحت في ملعب المواطن لنبدأ بانفسنا من مكان عملنا ولتكن ضمائرنا هي الرقيب على اعمالنا ولننبذ ثقافة التطبيل والتزمير للمسؤول وليكن اخلاصنا في العمل هوسلاحنا ومبعث تقدمنا فهي بالنهاية مسؤوليتنا جميعا.

الانتخابات النيابية القادمة ستكون نقطة تحول فكلنا امل بقيام انتخابات نزيهه تثبت الحكومة من خلالها جديتها في الاصلاح ,مما سيمكن كل مواطن اردني من المشاركه في مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد من خلال انتخاب المرشح المؤهل علمياومهنيا واخلاقيا ممن لديهم القدره على المساهمه في تعزيز مسيرة الوطن والحفاظ على المال العام وتوظيفه في خدمة المصالح العليا للدولة ,لا نريد نواب خدمات بل نواب اصحاب دور رقابي يستطيعون وقف الاستنزاف المستمر للمال العام ووقف الفساد الاداري . "وهالمره خلي القرابه يزعل " وفدوى لعيون الوطن .اما في الوقت الحالي فيجب علينا التعقل وعدم الانسياق وراء الشائعات والترابط والتماسك لدحر الفتنة حتى لا يصل المغرضون الى غايتهم بالوقيعة بين ابناء الوطن الواحد.
كلنا نحب الاردن وكلنا أردنيون.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات