"الأردنية" تكرم باحثيها الأكثر تميزا
المدينة نيوز :- لكل مبدع بصمة، وعن كل نجاح هناك إشادة وثناء، ومقابل كل إنجاز هناك تكريم يحظي به من سطره بمنتهى الإبداع والتألق، وفي هذا المقام، وجد المقال، الذي صف بحروف من الشكر والتقدير وعظيم الامتنان، ونثرت عباراته في أرجاء المكان الذي احتضن حفل التكريم الذي أقامته الجامعة الأردنية، احتفاء بيوم البحث العلمي الأول، وتكريما لكوكبة من باحثيها المميزين نظير جهودهم الجليلة في الارتقاء بعجلة تقدم البحث العلمي، وزيادة الانتاج المعرفي النوعي، واستدامة القاعدة الانتاجية ما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة.
في حفل مهيب جرى ولأول مرة، تكريم ما يزيد على 120 باحثا متميزا من مختلف كليات ومراكز الجامعة ممن أبدعوا في بحوثهم وأسهموا بشكل حقيقي وفاعل في تعزيز مسيرة البحث العلمي ما دفعت بالجامعة لأن تتخذ لها مركزا استراتيجيا في خارطة التصنيفات العالمية.
وجاء التكريم بفكرة وتوجيه من رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة ضمن فعاليات يوم البحث العلمي الذي نظمته عمادة البحث العملي بالتعاون مع مركز الاعتماد وضمان الجودة للباحثين الأكثر استشهادا في بحوثهم وفقا لقاعدة البيانات (سكوبس) للفترة 2104 – 2019، بواقع 30 باحثا من كل من الكليات الصحية والعلمية والإنسانية، بالإضافة إلى تكريم 10 من أفضل الباحثين الشباب و 14 طالبا وطالبة من المتميزين بحثيا بترشيح من كلياتهم.
وقال القضاة في كلمة ألقاها خلال الحفل الذي حضره عدد من نوابه، وعمداء الكليات، ومديري المراكز والوحدات، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والمكرمين، إن الجامعة حرصت على أن تبدأ العام الجديد 2020، بتكريم نخبة من الباحثين المتميزين في يوم أطلق عليه يوم البحث العلمي، والذي سيتم اعتماده سنويا لما له من دور في تحفيز عملية البحث العلمي، وتشجيع الباحثين نحو مزيد من العطاء والإنتاج العلمي النوعي والكمي.
وأكد القضاة أن ما يميز هذا اليوم أنه اعتمد وللمرة الأولى في تاريخ الجامعة على قاعدة البيانات التي يرانا من خلالها العالم، فقد تم تحديدا اعتماد معايير التفاضل بناء على معايير المصنفات العالمية ( QS وTimes) التي تقوم في جوهرها على مقياس الاستشهاد الذي تحققه الأوراق البحثية المنشورة باسم الجامعة الأردنية لآخر خمس سنوات (2014- 2019)، مؤكدا أنه من غير الممكن أن يكون للجامعة أي تأثير في عالم اليوم دون البحث العلمي والإبداع والابتكارات والتكنولوجيا.
واستعرض القضاة في نبذة مختصرة جملة الإنجازات التي حققتها الجامعة الأردنية في مختلف التصنيفات العالمية سواء محليا وعربيا وعالميا، مؤكدا حرص الجامعة على تقدير مساهمة الباحثين في تعزيز سمعتها في مختلف الصعد، من خلال تحسين مواقعها في التصنيفات العالمية لتتحول إلى جامعة أكثر جاذبية وأكثر إنتاجية.
وقال عميد البحث العلمي الأستاذ الدكتور رضوان الوشاح في كلمة ألقاها إن العمادة باعتبارها عقل الجامعة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في الفكر الجامعي المعاصر، عبر تحفيز البحث العلمي من خلال استراتيجية واضحة المعالم، تتضمن حزمة من الإجراءات الرامية إلى التحول نحو جامعة ذكية عالمية منتجة، تتصدى للتحديات والأولويات الوطنية، وتخدم مجتمعها وترتقي به.
وأشار الوشاح في عرض تقديمي إلى أن الجامعة أنتجت نحو 6 آلاف بحث منشور على قاعدة البيانات (سكوبس) خلال الفترة 2014 – 2019، حققت قرابة 26500 استشهاد عالمي.
وأضاف الوشاح أن رؤيته تستند إلى التوسع في تمويل مشاريع البحوث، وتوفير المزيد من الدعم الخارجي مع التركيز على مشاريع الأبحاث التطبيقية والمنتجة، وتلك التي تعني بالأولويات الوطنية مثل التحفيز الاقتصادي والتنافسية العالمية والطاقة المتجددة والمياه وغيرها، بالإضافة إلى تعميق ثقافة التشبيك العلمي الخارجي، وتشكيل الفرق البحثية متعددة التخصصات.
ووفقا للوشاح تعمل العمادة حثيثا على تحسين ورفع تصنيف مجلة دراسات، والمجلات الأردنية الموطنة في الجامعة، وتحفيز النشر العالمي، إلى جانب تحسين مخرجات إجازات التفرغ العلمي.
وقال الوشاح إن مجلة دراسات بفروعها العلوم الإنسانية والاجتماعية، والشريعة والقانون، والعلوم التربوية، تلقت 590 بحثا في العام 2019، وتراوحت نسب القبول فيها ما بين %26 و 42%. فيما تلقت المجلات الأردنية بفروعها الموطنة في العمادة 462 بحثا في العام 2019، بمعدل قبول ترواح ما بين 8% و 25%.
وحول بعض العقبات الإدارية التي تواجه الباحثين، أكد الوشاح حرص العمادة على تذليل العقبات أمام الباحثين عبر تسهيل الاجراءات الإدارية والمالية، وعمليات الشراء، في ضوء نظام المشتريات الجديد، بالتعاون مع دائرتي اللوازم ووحدة الشؤون المالية، بالإضافة إلى تعديل التعليمات النافذة لتشجيع البحوث المنتجة من خلال حوافز معنوية ومادية مناسبة.
وقدم الوشاح الشكر إلى إدارة الجامعة لدعمها الموصول ورؤيتها في دعم الإنتاج المعرفي وللباحثين من أعضاء هيئة تدريس وطلبة، على إنجازاتهم وإسهاماتهم العلمية المتميزة، وأسرة عمادة البحث العلمي لجهودهم الكبيرة والعمل بروح الفريق، الأمر الذي انعكس ايجابا على تطوير الخدمات التي تقدمها العمادة للباحثين.
والشكر الموصول للوحدات والدوائر الإدارية المختلفة في الجامعة (مركز الاعتماد وضمان الجودة، والإعلام والعلاقات العامة، والخدمات المساندة، ومركز تكنولوجيا المعلومات، والمطاعم، وعمادة شؤون الطلبة) وجميع من أسهم في إنجاح فعاليات الحفل.
بدوره، أكد مدير مركز الاعتماد وضمان الجودة الدكتور علاء الدين الكيلاني أهمية الحفل الذي يكرم فيه ما يزيد على (100) باحث متميز في مختلف كليات ومراكز الجامعة، ما يدلل على اهتمام الجامعة وحرصها على دعم ورعاية البحث العلمي والإبداع والابتكار.
إلى ذلك، تحدث مدير دائرة اللوازم المركزية في الجامعة الدكتور زياد الغنميين عن دور الدائرة في عمليات شراء وتوفير مستلزمات الباحثين لغايات إعداد بحوثهم وإخراجها إلى حيز الوجود، مشيرا إلى نظام المشتريات الحكومي الجديد رقم 28 لسنة 2019، الذي وحد عمليات الشراء في كل مؤسسات ووحدات الدولة الحكومية، وأحدث نقلة حقيقية في آلية عمل الدائرة من خلال توسيع دائرة صلاحياتها بالنسبة لعمليات الشراء والمشكلات التي تواجه الدائرة خلال توفير مستلزمات البحوث العلمية التي تزيد تكلفتها على الـ ( 500) دينار والـ (1000) دينار.
وثمن الباحثون بادرة الجامعة الأردنية لتكريمهم لافتين إلى أن هنذا التكريم أشاع في نفوسهم نسائم عطرة من شأنها تحفيزهم وزيادة انتاجهم العلمي، فيما اجتاحت عبارات الشكر والافتخار والثناء على مبادرة الجامعة مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتهاء الحفل، اذ لاقت استحسانا واسعا من المتابعين والمعلقين داخل الأردن وخارجه.