ارتفاع سعر الدولار إلى ذروة أسبوعين والمستثمرون يتجاهلون بيانات ضعيفة للوظائف الأمريكية
المدينة نيوز: ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في أسبوعين أمس الجمعة، وظل على مسار تحقيق أكبر مكسب أسبوعي في شهرين، بدعم من انحسار التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران، بينما تجاهل المستثمرون تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية لشهر ديسمبر/كانون الأول والذي جاء أضعف من التوقعات.
ومن المستبعد أن تؤدي البيانات الضعيفة للوظائف في الولايات المتحدة، والتي تعقب سلسلة من الأرقام الاقتصادية القوية، إلى أن يغير مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) موقفه المحايد بشأن أسعار الفائدة حاليا.
وقلص الدولار بالفعل مكاسبه بعد بيانات الوظائف، لكنه بوجه عام ظل مستقرا خلال جلسة المعاملات. ومقابل سلة من العملات، ربح مؤشر الدولار 0.1 في المئة أمس، وارتفع إلى 97.50، مما يصل بإجمالي مكاسبه هذا الأسبوع إلى 0.7 في المئة، متجها صوب تحقيق أكبر زيادة أسبوعية منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني. وخلال الجلسة، بلغ مؤشر الدولار أعلى مستوى في أسبوعين عند 97.584.
وارتفع الدولار أيضا على نحو متواضع مقابل الين الذي يُعتبر ملاذا آمنا إلى 109.58 ين، بعد أن لامس ذروة أربعة أسابيع خلال الجلسة. كما صعدت العملة الأمريكية 0.2 في المئة مقابل الفرنك السويسري إلى 0.9748. وتشير الخسائر التي تكبدها الين والفرنك السويسري إلى تبدد المخاوف بشأن وقوع صراع وشيك بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال ريكاردو ايفانجليستا، كبير المحللين لدي «أكتيف تريدرز» لتجارة العملات «القوة الدافعة لصعود الدولار هذا الأسبوع كانت تراجع التوترات في الشرق الأوسط فيما تمنح البيانات الأمريكية الصادرة في الآونة الأخيرة أيضا المستثمرين مجالا إضافيا للتفاؤل». وتراجع الجنيه الإسترليني أمس ليظل قرب أدنى مستوياته في أسبوعين مقابل الدولار، بعد أن انضم صانعا ثانيا للسياسات النقدية إلى محافظ بنك إنجلترا المركزي، مارك كارني، في التلميح إلى خفض محتمل لسعر الفائدة.
وقالت سيلفانا تنريرو، وهي من أعضاء لجنة صناعة السياسات في «بنك إنكلترا» المركزي، أنها ستكون أميل لدعم خفض في أسعار الفائدة في الشهور المقبلة إذا لم يرتفع النمو، مما يعزز التلميحات بأن البنك المركزي متجه نحو ضخ مزيد من التحفيز في الاقتصاد. ونزل الإسترليني 0.1 في المئة مقابل الدولار في أواخر جلسة التداول في بورصة لندن إلى 1.3055 دولار، ليقبع قرب أدنى مستوياته الذي سجله أمس الأول عند 1.3014 دولار، وهو أقل مستوى له منذ 27 ديسمبر/كانون الأول. وتراجعت العملة البريطانية بالنسبة نفسها تقريبا مقابل اليورو، مسجلة 85.13 بنس.
ويقول محللون ان الإسترليني يشهد ضعفا عاما في الوقت الراهن بسبب الضبابية حول علاقة بريطانيا التجارية في المستقبل مع الاتحاد الأوروبي بعد فترة انتقالية تنتهي في نهاية العام.وفي سوق المعادن الثمينة ارتفع الذهب أمس الجمعة، مدعوما ببيانات مخيبة للتوقعات للوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية، لكن تراجع التوترات في الشرق الأوسط الذي عزز الإقبال على الأصول المرتفعة المخاطر يكبح مكاسب المعدن الأصفر.
وبحلول الساعة 1545 بتوقيت غرينتش، ارتفع السعر الفوري للذهب 0.2 في المئة إلى 1555.68 دولار للأوقية (الأونصة). وصعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.2 في المئة إلى 1556.70 دولار. وتراجعت أسعار الذهب حتى الآن نحو أربعة في المئة من أعلى مستوى في سبع سنوات عند 1610.90 دولار، والذي بلغته يوم الأربعاء الماضي، مع انحسار التوترات بشأن نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وبلغت الأسهم العالمية أيضا مستويات قياسية مرتفعة، مدفوعة بتبدد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. كان مجلس النواب الأمريكي قد أقر يوم الخميس قرارا لمنع ترامب من أخذ مزيد من الإجراءات العسكرية بحق إيران. وتعرض المعدن النفيس، وهو من أصول الملاذ الآمن، لمزيد من الضغوط جراء ارتفاع الدولار الذي يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي في شهرين. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم 0.5 في المئة إلى 2117.32 دولار للأوقية، بعد أن سجل ذروة قياسية عند 2149.50 دولار في الجلسة السابقة بفعل قيود على المعروض. ويتجه المعدن لتحقيق أكبر ارتفاع أسبوعي منذ منتصف يونيو/حزيران، بصعوده نحو سبعة في المئة حتى الآن.
وتقدمت الفضة 1.1 في المئة إلى 18.09 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 1.1 في المئة إلى 977.04 دولار. وقال ستيفن إينس، محلل السوق لدى «أكسي تريدر» للسمسرة «نرى تقبلا للمخاطرة ودولارا أقوى وأسهما في صعود…وإلى جانب قول الرئيس الأمريكي ان إيران تتراجع، فإن مشروع قانون نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب للحد من السلطات التنفيذية لترامب ضد إيران يقلل الضغط في الشرق الأوسط».