الشعر وجمالياته.. ألق لا يغيب وحضور خاص
المدينة نيوز:يحظى الشعر بحضور خاص لدى محبيه من مختلف الأعمار والاهتمامات، فهو عند البعض نوع من أنواع الترويح عن النفس، ويراه آخرون وسيلة للتعبير، وهناك من يعتقد أنه قادر على مناقشة القضايا الحياتية بطريقة أدبية مميزة، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
«البيان» طرحت الموضوع على شعراء عدة مستطلعة مضمون آرائهم حول القصيدة ومدى كونها فعلاً يعكس القضايا المجتمعية وهموم الشباب..وتقدم بالشكل الإبداعي المطلوب، وبالمفردة الإماراتية المميزة.
شكل لا تحدده المفردة
قالت الشاعرة سليمة المزروعي إن «الشعر في حدّ ذاته خطاب، وليس من الضروري أن يعكس هذا الخطاب قضية ما، لأنه لا يبحث عن الحلول ولا يُقدمها ولا يسعى لها، بل يطرح الأفكار والخلجات بصورة إبداعية. نفتقر لقصائد الموضوع الواحد والقضية الواحدة، تلك التي تنتصر للشاعر وحده فحسب، سواءً من الشعراء الشباب أو غيرهم، ولكني أرى شخصياً أن هناك وسائل أكثر تأثيراً في تمثيل الشباب وتصوير تحدياتهم وأفكارهم، وهذه بالضرورة تأتي بالنتيجة والأثر».
وأردفت: أما عن القصيدة الشعبية الشبابية، فلا زالت تتلمس خُطاها في الساحة، ولكنّها خُطى تتبع الأثر، القليل من يتجرأ أن يتفرد ولا ينحاز بالتقليد والتأثر بمن سبقه، ونعوّل على جيل الشباب بالتفرد والتجديد عن السائد، سواءً في اللغة أو الموضوعات أو حتى الحضور.
وأضافت: أن تحافظ على خصوصية مكانك وثقافتك ولغتك هو أمر جميل ومطلوب، ولكنه غير مُلزم في الشعر.
القصيدة -في رأيي- لا تحتمل «الحدود» في جميع أشكالها التصويرية والشعورية واللغوية وليس لها «فدّان» لغوي خاص، ويكمن إبداع الشاعر في إتقانه لكل أدوات اللغة بخصوصيتها أو عمومها، وقدرته على الكتابة في جميع الأشكال واستخدام المفردات التي يحتملها موضوع قصيدته ويتناسب مع بيئته الجغرافية أو بيئة غيره، فالشكل الإبداعي لا تحدده على المفردة ولا يُقاس بالتخصيص، بل بالقدرة على إدهاش القارئ أو المستمع والأُثر الذي تتركه في نفسه في اللحظة التي ينتهي من قراءتها.
وأكدت الشاعرة مريم النقبي أهمية النص الشعري بقولها: للقصيدة رسالة أيّا كان قالبها، سواء كانت شعبية أو خرجت عن الإطار الشعبي.
أما عن قضايا الشباب، فقد مرت عليّ بعض القصائد الشعبية -إن صح التعبير- تناولت موضوعات تهم الشباب كالبطالة، والسرعة والتهور وغيرها من المواضيع، ولكنهم قلة.. وقد يكون التقصير منا في المتابعة أو حتى من الشعراء أنفسهم لابتعادهم عن نشر مثل تلك القصائد، وهناك فئة قليلة من الشعراء الشباب الذين توجهوا لكتابة القصيدة الشعبية والتزموا بالمفردة الإماراتية الأصيلة، والبعض الآخر للأسف يستخدم في قصائده كلمات لا يعي معناها، ولا تتناسب مع موضوع القصيدة، فتأتي القصيدة دون روح ولا معنى.
وتحدث الشاعر محمد بن طريش عن دور الشعر وتأثيره من خلال مناقشته ومعالجته للكثير من القضايا، في جوانبه المختلفة الاجتماعية والوطنية والعاطفية وغيرها الكثير باعتباره رسالة مهمة ومؤثرة.
وقال: يفترض بالشاعر أن يكون لسان الشارع، يتحدث في نصه الشعري عن هموم وطنه ومجتمعه وبيئته التي ولد ونشأ فيها، إلا أنه ومع تغير الحياة وتطورها تغيرت العديد من المفاهيم وتأثرت المبادئ وتبدلت الاهتمامات، لذا من البديهي أن تتغير القضايا التي يطرحها الشاعر في قصيدته ونصه الشعري، عن القضايا التي تناولتها الأجيال الماضية، إضافة إلى الأساليب، والبحور الشعرية وحتى المفردة التي تبدلت ودخلت مفردات جديدة لم نألفها سابقاً إلا أن الشعراء وظفوها في نصوصهم الشعرية بما يتناسب مع قضايا العصر.
القصيدة ضرورية
وقالت الشاعرة برديس فرسان خليفة: في الفترة الأخيرة نلاحظ تطور القصيدة الإماراتية الشبابية، حيث ظهرت مجموعة من الشباب من شعراء وشاعرات انتشرت قصائدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تعكس هموم الشباب، وتعكس قضاياهم وباللهجة وبالمفردة الإماراتية في ظل التوعية الثقافية التي تنادي بضرورة إيصال هذه القضايا والهموم إلى المجتمع الإماراتي بلهجة المجتمع الإماراتي، وهناك من الشباب من أخذ الموضوع بالفكاهة في تأليف أبيات اعتبرها شعراً، وبعض الأفراد في المجتمع اعتبرها فكاهة والبعض انتقدها.
البيان