مستشفى الجامعة الأردنية لابواكي له
شاءت إرادة الله في حالة طارئة أن أكون واحداً من الآلاف من أبناء هذا الوطن الذين حلوا مرضى في هذا الصرح الطبي المميز في الأردن؛ والأردن يمتاز بصروحه الطبية الرائدة على مستوى الوطن العربي كله بدءً من اكبر صرح طبي في المنطقة وهي مدينة الحسين الطبية إلى اصغر صرح طبي وكلنا نفتخر ونعتز بها وبسيرتها الطبية الرائعة والتي يشهد له القاصي والداني خاصة المدينة الطبية التي تتولى إدارتها الخدمات الطبية الملكية ممثلة بمديرها الناجح الطبيب النشط اللواء د. عبد اللطيف وريكات.
أعود للحديث عن مستشفى الجامعة الأردنية، حيث مكثت فيها أكثر من عشرين يوما، استطعت من خلالها أن أشاهد والمس بنفسي مدى الجهد الكبير الذي يبذله طاقم هذا الصرح الطبي بقيادة واحدٍ من أبناء هذا الوطن المخلصين وهو ابن المستشفى الذي عاصر تاريخها ويعرف كل صغيرة وكبيرة فيها فهو الأقدر على أن يتلمس حاجة المستشفى وطواقمها المختلفة من الأطباء والإداريين والممرضين والمستخدمين وكذلك الطلاب اللذين ينتقلون للدراسة العملية فيها، كنت اعتقد أن الخدمة الفندقية المميزة والتمريض الذي يطبق على أسس علمية وكذلك أسس المعالجة والتغذية وكل ما يتعلق من خدمات للمريض بدءً من اللحظة التي يدخل فيها المستشفى وحتى يخرج منها، أقول كنت اعتقد بان هذا التميز هو للدرجة الأولى فقط ولكنني دهشت وسررت كثيرا وأثلج صدري وشعرت بالراحة والطمأنينة عندما كنت أتجول بحكم الأوامر الطبية كي لا أبقى في السرير إن كل ما ذكرته مطبقا لكل الدرجات والمرضى بشكل عام لا فرق بين الأولى والثانية أو الثالثة من حيث العناية الطبية والتمريض والمتابعة والتغذية والخدمة الفندقية من النظافة والعناية بكل مستلزمات الأسرّة والخدمات اللازمة التي لا يمكن أن تشاهدها إلا بفنادق الدرجة الأولى إلى جانب ذلك فقد شاهدت كيف يقوم الطلاب مع أساتذتهم بزيارة المريض ودراسة حالته وتقديم إيجاز للأستاذ عن الحالة. وقد لفت نظري وأعجبني حرص المدير العام على متابعة كل صغيرة وكبيرة وسماع كل شكوى أو ملاحظة أو مقترحاً، فقد ثُبتت لوحات إعلانية تطلب ممن له شكوى الاتصال فوراً مع مكتب المدير العام على الرقم 0798880666 وقد عُلقت بحيث يشاهدها كل زائر ومريض حال دخوله أو خروجه من المستشفى كما هي في مبنى الإدارة والعيادات أيضاً بحيث يشعر كل مراجع لهذا الصرح الطبي أنه في حماية كاملة من أي تعسف أو إهمال قد يكون سببه إنسانياً أو تنظيمياً وعندما سألت الدكتور محيلان عن سبب منع وصول السيارات القادمة للمستشفى قال: معك حق فربما لا تسمح الحالة الصحية للمريض أو الزائر أو المراجع بالسير على الأقدام مسافة طويلة، فكثرة مشاغلي أغلقت علينا بعض الأمور ولم نغفل عن هذه الملاحظة فقد طلبنا من دائرة السير إرشادنا لإعادة تنظيم الدخول والخروج والانتظار وقد أبدت الدائرة مشكورة استعدادها لذلك. إلى جانب كل ذلك فقد شاهدت الدكتور محيلان أيام العطل الرسمية فهو بعد صلاة الجمعة يمضي وقتاً طويلاً في المستشفى ويوم السبت رأيته من الصباح وأحياناً كنت أشاهده بعد الساعة العاشرة ليلاً وكأنه لا يؤمن بما يسمى انتهاء الدوام الرسمي إطلاقاً. وقد سألت إن كان هذا الصرح الطبي الذي يعالج المرضى وفق الأسس العلمية التي تدرس للطلبة وكما يجب أن تكون. سألت: إن كان هنالك دعم مالي تتلقاه المستشفى سنويا؟ فكان الجواب المحزن أن المستشفى يغطي نفقاته بذاته وهذه التغطية لاتكفي لأي عملية تجديد سواء في الأجهزة وآخر المخترعات الطبية اللازمة أو في الأثاث على مختلف أشكاله وأصنافه وأنواعه نظراً لعدم وجود دعم مالي كاف على الإطلاق. وأيضاً في تعيين الكوادر المساندة من الممرضين والممرضات إذ يوجد نقص ملحوظ في ذلك.
ففي كل دول العالم المتقدم نرى أن المستشفيات غالباً الجامعية منها تتلقى دعما ماديا من القطاع الخاص خاصة ممن يملكون الملايين وهم كثر والحمد لله في بلادنا ومن البنوك والشركات الكبرى التي لا أظن أحداً منها يخصص تبرعا سنويا لمستشفى الجامعة الأردنية على الإطلاق.
فقد آن الأوان لغرفة التجارة والصناعة وجمعية البنوك الأردنية وجمعية رجال الأعمال ومن لايقع تحت هذه العناوين أن يبادروا فوراً ودون انتظار لتخصيص مبلغٍ سنوي أو تسجيل وقف خاص لصالح المستشفى يقدم إلى هذا الصرح العلمي الرائد وقد يكون من أساليب الدعم لهذه المستشفى هو تخصيص قرش واحد فقط يضاف إلى فواتير الكماليات التي نشتريها وخمسة قروش تضاف إلى ترخيص السيارة السنوي أو خمسين قرشاً تضاف إلى ترخيص من يملك سيارتين ودينار لمن يملك ثلاث سيارات وهكذا ... وقد يضاف نصف قرش لكل فاتورة خلوي .. ولا ادري كيف يمكن دعوة من ذكرتهم هؤلاء للتبرع سنويا كرسالة وطنية ودينية وإنسانية يؤديها المتبرعون اتجاه الوطن وأبناءه إلخ.. هذا من جهة ومن جهة أخرى على إدارة الجامعة والمستشفى أن تبادر فوراً إلى دعوة هؤلاء الكرام للاطلاع على الجهد الخير والغير عادي الذي يقوم به مدير عام المستشفى الأستاذ الدكتور مجلي محيلان وزملاءه من الأساتذة والإداريين وكل العاملين كبيرهم وصغيرهم. تمهيداً لتخصيص الأموال السنوية اللازمة، ليكون هذا الصرح الرائد رائداً فعلاً في كل ما يتعلق بالطب في الأردن، إلى جانب مدينة الحسين الطبية التي تعتبر نموذجاً يحتذى به.
سائلاً الله العلي القدير أن يحفظ الأردن بقيادته الهاشمية ليبقى دائماً وأبداً موطن الاعتزاز والفخر بصروحه العلمية والطبية جميعها.
29/3/2011