متحف القرارة الثقافي: التراث الفلسطيني في حيِّز فريد
المدينة نيوز: تجذب قطع أثرية، استُخرجت من تحت الركام والوحل على الشريط الحدودي المضطرب بين قطاع غزة وإسرائيل، زوارا لمتحف غير عادي في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، حيث تُعرض آثار رومانية وبيزنطية.
وتستخرج الفنانة التشكيلية نهاد أبو نحلة، المؤسسة المشاركة لمتحف القرارة الثقافي، كنوزا أثرية بنفسها من على بعد نحو 1500 متر فقط من السياج الحدودي المحصن مع إسرائيل، والذي عادة ما يشهد اشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين ومحتجين فلسطينيين.
وقالت نهاد، التي تدير المتحف مع زوجها: "إحنا بنلاقي هاي القطع على الأراضي المجاورة للشريط الحدودي، يمكن بتبعد عن الشريط الحدودي مساحة كيلو ونص. طبعا خطر علينا إنه إحنا نروح ع هاي المناطق ونشوف، نحاول نلاقي قطع، ولكن إحنا صعب علينا تنقيب في هاي الأراضي ولكن من خلال العلاقات والتشبيك مع المزارعين أثناء عملية تقليب التربة إلا ما يلاقوا قطعة، أثناء الأمطار بتظهر هاي المقتنيات على وجه الأرض".
وافتُتح المتحف في 2016 داخل بيت صغير في مدينة خان يونس بقطاع غزة. وقالت نهاد إنه مفتوح مجانا لأهل القطاع ويجذب زوارا بشكل يومي.
وتقول نهاد إن القطع الأثرية بالمتحف، ومعظمها صخرية، تعود إلى الحقبة الكنعانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وتقدم للفلسطينيين في القطاع الساحلي لمحة عن تاريخهم، مضيفة أنه المتحف الوحيد من نوعه في غزة.
وعن ذلك، قالت نهاد: "طبعا اللي خلانا نتوجه لفكرة إن إحنا ننشئ مختبر ترميم مقتنيات أثرية، كأول مختبر في قطاع غزة، كمية المقتنيات الأثرية اللي بتوصلنا مُهلكة أو مُكسرة أو جزء منها مفقود من هاي القطعة نتيجة قلة وعي أو قلة الوعي الثقافي لفئات المجتمع المحلي من مزارعين، من مهندسين، من عمال، بشكل عام، لأهمية وقيمة هاي القطعة".
وبينما يزور أطفال مدارس المتحف، قالت نجوى الفرا، مديرة مركز نوار التربوي: "متعارف انه عدد المتاحف قليلة جدا في قطاع غزة واللي بيهتموا بالآثار وبحفظ التراث كمان قليلة جدا. عشان هيك إنه إحنا توجهنا لمتحف القرارة عشان إنه الطفل أول شي قريب من خان يونس، من مكان مركزنا، ثاني شي إن هو مزود بأشياء تراثية قديمة جدا".
وقال الأثري وجامع الأعمال الفنية في غزة وليد العقاد "هؤلاء الشباب بأعتبرهم يعني بيحافظوا على التراث ومهتمين بهذا العمل. لأنه طبعا هذا العمل بأعتبره عمل مُشّرف لكل فلسطيني، ولذلك أنا دائما أناشد كل فلسطيني أن يحاول المحافظة على تراثه وعلى هويته الفلسطينية لأنها تمثل حضارة شعب وتاريخ شعب وهوية شعب".