المجموعة القصصية ”هندسة العالم“.. عوالم غرائبية دون مقدمات
والمجموعة هي الكتاب القصصي الرابع للأديب، أصدرتها منشورات المتوسط، إيطاليا، في يناير/كانون الثاني الجاري، وتقع في 128 صفحة من القطع المتوسط.
وتضم المجموعة 13 قصة؛ منها ”الفيلة“ التي تسعى لتدمير المدينة، وقصة ”أريد أن أكون نجما“، وقصة ”هندسة العالم“.
وفي حديث خاص لـ“إرم نيوز“؛ قال ”زهران“ إن ”مجموعة هندسة العالم، نتاج مغامرة إبداعية مختلفة، تتعلق برؤي تأملية للعالم، ولكنها ليست رؤية فوقيَّة مُتعالية، وإنما هي أقرب لرؤية الجزء بالنسبة إلى الكل؛ وفي الغالب هو الجزء المتورط“.
وأضاف: ”قصصي لجميع القرَّاء على اختلاف ثقافاتهم وفي أي لغة تقرأ بها. وأتمنى أن تنال مجموعتي الجديدة إعجاب القراء في كل مكان“.
في القصص يفتح لنا الكاتب مجموعة أبواب موصودة، في محاولة لإعادة هندسة العالَم من خلال التخييل، ساردا حكايات إنسانية يتداخل فيها الواقع بالميتافيزيقيا في توليفة غرائبيَّة أسُّها الأبطال والمَشاهد.
أبطال قصص ”زهران“ هامشيُّون على الرغم من أهمِّيتهم في بناء الحبكة، واعتمد الكاتب على تقنيَّة أنسنة الأشياء والحيوانات مُضفيا مزيدا من الخيال والرمزيَّة على عوالِمه.
وتبرز في المجموعة أهميَّة المكان كعنصر مُؤطِّر للأحداث، إذ نكتشف ملامح مدنه؛ بشوارعها وأمزجتها، من خلال سرد مُتقن هاجِسُهُ الانشغال بالتفاصيل اليوميَّة لأبطال نتفاعل معهم ونشعر بهم وقد نحبُّهم أو نبغضهم.
في المجموعة يخوض القارئ تجربة غير مألوفة، يَبثُّ الكاتب من خلالها رسالته للإنسانيَّة وهواجسه الإبداعيَّة، في حياة تمنحنا خيارات الاستمرار وفقا لقواعد ارتضيناها منذ القِدَم، أو الاستسلام والتوقف والهلاك.
يقول ”زهران“ بلسان الراوي العليم، في قصَّة ”الفيَلة“: ”صراخها سيسبق رؤيتها بالتأكيد، وهي تندفع بأقدامها الثقيلة، فترتجُّ الأرض. فيَلة غاضبة تندفع بسرعة جياد، ولن يكون بإمكان أحد أن يتخيَّل أنَّها مجرَّد فيَلة ضخمة ثقيلة وبطيئة، ربَّما سيعتقدون أنَّها سحاب أسود مخيف، دبَّت فيه الحياة فجأة؛ فبدأ يصرخ ككائنات لا ملامح لها. في هجومها الرهيب“.
ويضيف: ”ستنخفض رؤوسها قليلا، ليصطدم الجزء الأكثر صلابة بكل العمارات والأبراج والحدائق، بكل الوزارات والقصور والمتاحف وملاعب الكرة ومبنى التليفزيون المحلِّي، هذا طبعا بعد أن تطحن أكواخ وعشش الفقراء على أطراف المدينة، ستُسوي بالأرض كلَّ شيء، وتحيله إلى أنقاض“.
الكاتب في سطور
”محمَّد عبد المنعم زهران“؛ أديب وقاص وكاتب مسرحي مصري. صدرت له المجموعة القصصيَّة ”حيرة الكائن“ عام 2002، ومجموعة ”بجوارك بينما تمطر“ عام 2013، ومجموعة ”سبع عربات مُسافِرة“ عام 2017. ومسرحيَّة ”أشياء الليل“ عام 2000، ومسرحيَّة ”زيارة عائليَّة“ عام 2013.
حاز ”زهران“ على جوائز عربيَّة عدَّة؛ منها الجائزة الأولى في مسابقة سعاد الصباح للتأليف المسرحي عام 2000، وجائزة الشارقة للإبداع العربي في القصَّة القصيرة عام 2002، وجائزة الهيئة العامَّة لقصور الثقافة- القصَّة المفردة عام 2000، وجائزة أخبار الأدب للقصَّة عام 1999.