بعد حكم عسكري وجائزة دولية.. معرض القاهرة للكتاب يستبعد دار الناشر المسجون خالد لطفي
المدينة نيوز: قال الاتحاد الدولي للناشرين إن معرض القاهرة الدولي للكتاب استبعد دار نشر "تنمية" من الفعالية الثقافية بسبب "مخاوف أمنية".
وفي فبراير/شباط 2019، أيدت محكمة عسكرية حكما بسجن مؤسس دار نشر "تنمية" خالد لطفي لمدة خمس سنوات بتهمة "نشر شائعات وكشف أسرار عسكرية"، على خلفية إصداره طبعة محلية من رواية "الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل" للمؤلف الإسرائيلي يوري بار جوزيف. وتتناول الوراية قصة أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ومستشار خلفه أنور السادات.
وتعود القضية إلى أبريل/نيسان 2018 عندما قبض على لطفي في أعقاب نشر داره بالتعاون مع "الدار العربية للعلوم ناشرون" اللبنانية طبعة رخيصة الثمن من الرواية الإسرائيلية.
وتم إعلام دار "تنمية" بقرار استبعادها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقال الاتحاد الدولي للناشرين في بيان على موقعه الرسمي، إنه اتصل بالمسؤولين عن معرض القاهرة أوائل الشهر الحالي وحثهم على تغيير موقفهم وإبداء التضامن مع دار "تنمية" في هذا الوقت الصعب، خاصة بعد رفض الاستئناف النهائي الذي قدمه خالد لطفي ضد الحكم العسكري الصادر بسجنه.
ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب أهم حدث سنوي لصناعة النشر في مصر، لكونه مفتوحا للعامة ويمثل فرصة البيع الرئيسية للناشرين المصريين.
وقال رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد الدولي للناشرين النرويجي كريستين إينارسون "إنه لأمر مخيب للآمال أن نرى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب غير قادر على إظهار دعمه لخالد لطفي من خلال منح دار النشر الخاصة به مكانا في المعرض".
وعبّر محمود لطفي الذي يدير أعمال الدار في غياب شقيقه خالد، عن حزنه من حرمانه من المشاركة في فعالية شارك فيها لمدة 11 عاما، حسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.
وكانت دار "تنمية" قد أتلفت كل النسخ العربية لديها من رواية "الملاك" في سبتمبر/أيلول 2017 بعدما عرفت أن "توزيع الرواية قد يكون مخالفا للقانون"، بحسب تصريح أحد العاملين بها لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن الاتحاد الدولي في العام الماضي أنه منح جائزته السنوية للمدافعين عن حرية النشر لعام 2019 للناشر خالد لطفي الذي قضى قرابة العامين في سجنه.
تأكيدات
وبالتزامن مع منع دار "تنمية" من المشاركة بالمعرض، نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن صحيفة "هآرتس" العبرية تأكيدها كون أشرف مروان من أفضل الجواسيس المصريين الذين قدموا أحسن الخدمات لإسرائيل.
ونسبت التايمز في تقرير لها اليوم إلى الصحيفة الإسرائيلية قولها إن الضابط الإسرائيلي الذي عمل مباشرة مع مروان التقاه أول مرة في فندق "رويال لانكستر" المقابل لحديقة "هايد بارك" الشهيرة بلندن في ديسمبر/كانون الأول 1970، بعد ثلاثة أشهر من وفاة عبد الناصر في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، لكنه كان قد عرض خدماته على الإسرائيليين قبل وفاة صهره، عندما كان عمره 26 عاما.
كما نسبت إلى ضابط الموساد الذي كان ينقل المعلومات من ضابط الاتصال "الملاك" -وهو الاسم الرمزي لمروان في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية- قوله لها إن ضابط الاتصال المباشر كان يأتيهم بمعلومات كثيرة ومذهلة ودقيقة عن الجيش المصري: أرقام كل الوحدات، والفرق والألوية والكتائب، وأسماء قادة هذه الوحدات، وترتيب المعركة الذي يشمل في الاستخدام الحديث التنظيم الهرمي للقيادة، وهيكل القيادة، والتصرف في الأفراد، والمعدات وتشكيلات القوات المسلحة، والاختصارات قيد الاستخدام، "أي كل المعلومات التي يحلم بالحصول عليها كل ضابط في أي استخبارات بالعالم".
وعلقت تايمز بأن التأكيد على أن أشرف مروان كان جاسوسا مخلصا ومفيدا لإسرائيل سيعيد كتابة بعض من تاريخ إسرائيل ومصر، خاصة بعد إحاطة الحديث عن مروان بهالة من الغموض والأسطورة، مشيرة إلى أن بعض المؤرخين ورجال الاستخبارات والأمن السابقين والمسؤولين المصريين المتقاعدين عارضوا الرأي القائل إن مروان كان أهم عميل لإسرائيل، مع مزاعم منهم بأنه كان يعمل لصالح القاهرة طوال الوقت.
رواية الملاك
وتتناول رواية "الملاك" الحياة الباهرة والموت المريب لأشرف مروان الذي عمل سرا لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي.
واستطاع مروان -الذي كان معروفا لدى مشرفه باسم "الملاك"- الوصول إلى أدق أسرار حكومة بلاده، وحوّل مصر إلى كتاب مفتوح وأنقذ إسرائيل من هزيمة نكراء بتزويده الموساد معلومات مسبقة عن الهجوم المصري السوري المشترك في حرب أكتوبر 1973، بحسب الرواية.
وتحكي الرواية محاولات مروان الناجحة لتضليل الشرطة السرية المصرية. واستمتع مروان -الذي ارتبط اسمه كذلك بتقارير عن تجارة الأسلحة غير الشرعية في الشرق الأوسط- بحياة مترفة، قبل أن يلقى حتفه عام 2007.
وتستند الرواية إلى أبحاث ومقابلات حصرية مع الشخصيات الإسرائيلية ذات الصلة، وتعد أول كتاب يناقش دوافع مروان في التجسس، وكيف جند، وكيف تمت الاستفادة من المعلومات التي قدمها وإساءة استخدامها كذلك.
ولا يزال مصرع مروان لغزا محيرا، إذ عثر على جثته خارج منزله بالعاصمة البريطانية لندن في يونيو/حزيران 2007. وتواترت روايات بشأن سقوطه من شرفة المنزل في الطابق الخامس (لم يتحقق من ثبوت صحتها)، غير أن نهايته الدرامية لم تحسم الصراع الدائر بين الروايتين المصرية والإسرائيلية، بل زادتهما غموضا.
اعلان
وكانت رواية "الملاك" من أكثر الروايات مبيعا في العالم، قبل أن تترجم إلى العربية بعنوان "الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل".
المصدر : الجزيرة