«صباح الخير».. قلوب هائمة وذكريات ورمال لامعة
المدينة نيوز: «صباح الخير أيها العالم»، عنوان رواية صادرة أخيراً، تحفل بالمضامين الوجدانية وتؤشر إلى جملة قضايا مجتمعية مهمة، حيث يرصدها المؤلف وسام جنيدي، بقالب وصيغة شائقة وثرية بالمعاني.
وجاء على غلاف الكتاب: مهمتك الأولى على الشاطئ، إذا كنت تريد أن تعمل معنا، هي تقليب الرمال، سنعطيك وتداً من الخشب بحبل سميك يمسكه من الأطراف، لتسهيل المهمة على نفسك ستقوم بتعليق الحبل المثبت في طرفي الوتد حول عنقك وتمشي بطيئا وأثناء مشيك ستلتقط المهملات، ورقاً كانت أو أعقاب سجائر وزجاجا مكسورا، حرصاً على أقدام مرتادي الشاطئ...
ومن ما جاء في العمل: المشغولات الذهبية سنتركها لأمانتك، ولكن إذا وجدت قلباً من قلوب المراهقات، بالله عليك، أدفنه عميقاً لربما تعود في يوم ما عندما تصبح امرأة وتبحث عنه، أما قلوب المراهقين والشباب فاتركها، لربما تعبث بها أرجل الفتيات أثناء ركضهن إلى البحر فيصبحون رجالاً، قد ترى تلك المهمة بسيطة، ولكننا نختبرك، فهي تحتاج إلى صبر أثناء المشي وأثناء تفقد الرمال، أتعلم، هي أصعب مهمة ستواجهها أثناء عملك على الشاطئ الخاص، فالرمال عندما تقلب تصبح نظيفة، تسر المصطافين، ومع أشعة الشمس الدافئة تلمع، تريح النظر، ومع تكرر الزيارات، تعيد الذكريات.
وفي العموم، ترصد الرواية جوانب حياتية واقعية، عاكسة تفاصيل يومياتنا وتساؤلاتنا وقصصنا، إذ يسردها المؤلف على لسان شخصيات العمل، بصيغة جاذبة ووفق سيرورة منتظمة يبين معها الكثير من الخفايا ويؤشر إلى أوجه خلل كثيرة تحتاج وقفة مهمة لعلاجها. وبطبيعة الحال، ينبض العمل بالمشاعر الوجدانية التي تصور معايشات وحكايات الشباب في وقتنا الراهن.
وجدير بالذكر، أن وسام جنيدي، روائي وقاص، صدر له كتابان: منزل مليء بالقطط (مجموعة قصصية 2014)، ونانسي وأصدقاؤها (رواية 2016) وله كتابان قيد الإعداد للنشر (7 دقائق من المتعة/ حكايات الفقر والعوز– مجموعة قصصية) و(في مديح القبلات – متتالية قصصية). ويقدم جنيدي تجربة جديدة مختلفة عن إصداراته السابقة من خلال نصوص تشتبك مع الذات والعالم وتتأرجح ما بين الخاطرة والقصة القصيرة عبر حالات إنسانية متعددة.