خبراء مسارعات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشيدون بكفاءة مسارع "فان دي غراف"
المدينة نيوز:– أشاد الخبيران المختصان في المسارعات "ناتكو سكوكان" والدكتور "يانوش ليكي" خلال بعثة علمية لهما إلى الجامعة الأردنية بمسارع "فان دي غراف" في الجامعة (JUVAC)؛ سيّما وأنه مسارع الأيونات الوحيد في الأردن.
وهدفت البعثة العلمية بحسب منسقتها أستاذة الفيزياء الذرية والجزيئية في قسم الفيزياء في كلية العلوم والمنسق الوطني لمشروع أراسيا RAS0078 في الأردن الدكتورة حنان سعادة، إلى تشخيص الوضع الحالي لـمسارع الأردنية، وتقديم توصيات بشأن تحسين أدائه.
وتضمن جدول زيارة الخبيرين فحص أجزاء المسارع من الداخل، واستكشاف بعض مواطن الخلل في التشغيل وإصلاحها، بالإضافة إلى النقاش المثمر والإرشادات العملية بشأن أفضل الممارسات في تشغيل هذا المسارع، وجولة في الورشة الميكانيكية والورشة الإلكترونية في القسم اللتين أنشئتا أساساً لتوفير الدعم الفني للمسارع، وأخرى في مختبر "طلاب المسارع".
إلى ذلك شكر عميد كلية العلوم الدكتور فؤاد كتانة الخبيريْن لدى لقاء جمعه بهما في مكتبه على المهمة العلمية التي قاما بها في المسارع، مشيدا بخبرتهما ونصائحهما التي قدماها للطلبة والعاملين في المسارع، وبالتعاون التقني مع الوكالة الذي مكّن الباحثين في المسارع ليس فقط من إنجاز أبحاثهم، بل أيضاً من استضافة متدربين من المنطقة العربية، حيث تم تدريب 13 مشاركًا عربيًا في مسارع الأردنية في نوفمبر 2016. وحاليا تشرف الدكتورة سعادة على تدريب الأشقاء من اليمن تحت مظلة مشاريع الوكالة أيضاً، بحسب إفادته.
وعقب اللقاء استمع العميد إلى شرح مختصر قدّمه مبعوث الوكالة الدولية للطاقة الذرية "سكوكان" حول الدور الذي يلعبه مسارع "فان دي غراف" في الأردنية في المشاريع الإقليمية التي تدعمها الوكالة في منطقة أراسيا على مر السنين. وأعرب في ختامه عن امتنانه وتقديره وزميله "ليكي" للجامعة على حسن الضيافة والترتيبات التي سهّلت مهمتهما في بعثتهما، وسمحت لهما بـ "التعرف على هذا المنجز المهم جدا" على حد تعبيرهما.
وأشار رئيس قسم الفيزياء الدكتور بشار لحلوح لدى لقائه الخبيريْن إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجه مسارع الأردنية في الوقت الحاضر هو عدم توفر الدعم المالي؛ مبديا تقديره للجهود المبذولة من الخبيرين فيما يتعلق بالتحسينات التقنية التي تحققت في المسارع خلال هذه البعثة رغم مدتها القصيرة نسبيا.
فيما أثنى الخبيران على قيام "الأردنية" بتركيب أنبوب تسريع جديد للمسارع الذي اعتبراه "أهم قطعة في أي مسارع"؛ الأمر الذي يضيف له عمرا جديدا، على حد قولهما؛ موضحين أنه لا يمكن وصف هذا النوع من المسارعات بأنها قديمة طالما أن هناك إنتاجا علميا وتجارب فيزيائية لا تزال تقوم عليها. كما أن التقنيات التي يمكن تنفيذها باستخدام هذه المسارعات لا تزال حديثة ومطلوبة، بل إنها لا تزال واعدة وتمتد لتشمل العديد من المجالات والتطبيقات، منوهين خلال حديثهما - وفقا لخبرتهما - بأن أي محاولة لتعطيل هذا المختبر العلمي التجريبي ستؤدي إلى خسارة كبيرة للبحث العلمي في الأردن.
وأوصيا بضرورة استخدام المخصصات السنوية للمسارع - وإن كانت قليلة - في تعزيز التجارب العلمية القائمة حالياً وتفعيل تجارب أخرى جديدة أيضًا، سيّما وأن آلة التسريع فيه لا تزال في حالة جيدة جدًا مقارنة بالمسارعات المماثلة في العالم.
وبحسب سعادة، حققت المهمة التي استمرت خمسة أيام أهدافها بنجاح؛ وساعدت بشكل ملحوظ في التغلب على العديد من التحديات في تشغيل المسارع، بما في ذلك الحصول على طاقات تسريع عالية ومستقرة وصلت إلى 2-3 ميجا إلكترون فولت.
تجدر الإشارة إلى أن هذه البعثة مدعومة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في النمسا، تقع تحت مظلة المشروع الإقليمي لدول أراسيا RAS0078، القائم على استخدام الأيونات المتسارعة لتحليل العوالق الهوائية في تلك المنطقة.
وجاء اختيار الوكالة للخبيريْن نظراً لخبرتهما الواسعة في تشغيل المسارعات واستخدام الأيونات المتسارعة في العديد من التجارب الأساسية والتطبيقية، حيث إن "سكوكان" قبل التحاقه بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أمضى ما يقارب العشرين عاما في تشغيل مسارعات معهد روجر بوسكوفيتش (IRB) في موطنه كرواتيا. كما أن "ليكي" يدير حاليا ومنذ سنوات مسارع "فان دي غراف" في معهد الفيزياء النووية التابع لأكاديمية العلوم البولندية في بولندا.