عطور وبخور وحناء.. دراسة أثرية ترصد مكياج المرأة في مصر القديمة
المدينة نيوز: كشفت دراسة أثرية للدكتورة ماجدة أحمد عبدالله أستاذ تاريخ واثار مصر والشرق الأدنى القديم ورئيس مجلس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ حقائق تاريخية مهمة عن مكياج المرأة في مصر القديمة.
وأكدت أن المصرى القديم هو أول من صنع مساحيق وأدوات التجميل،كما اهتم الفنانون المصريون القدماء بتصوير المرأة فى أجمل صورة، وتفانى الرجال فى إسعاد زوجاتهم بتقديم العطور والهدايا،وحرصت المرأة على أن تتزين لزوجها ليراها فى أبهى صورها عند عودته إلى المنزل من يومه الشاق بالعمل.
وكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان معالم هذه الدراسة،والتى شملت صناعة المصرى القديم للكحل والروج والكريمات والعطور والبخور والحناء والشعر المستعار "الباروكة" واكسسوارات المرأة، وقد عثر على الكحل والزيوت العطرية والمساحيق فى المقابر منذ فجر التاريخ.
واستخرج الكُحل من الملخيت من خامات النحاس أخضر اللون والذى ينتشر بسيناء والصحراء الشرقية، كما استخرج الكحل من الجالينا وهو من خامات الرصاص أشهب اللون ،وتستخرج من منطقة بالقرب من أسوان أو على ساحل البحر الأحمر.
وعثر على كلا المادتين فى أكياس جلدية أو كتانية، ويحتمل أن المسحوق الناعم كان يخلط بالماء أو الصمغ او ربما كلاهما،ويحتمل أيضًا أن يخلطا براتنج أو زيوت نباتية لتكوين عجينة لينه يمكن وضعها بالحاجبين أو كحل حول العينين فيزيدهم اتساعًا، وقد رسمت العين بشرطة للجانب كما هو معروف من المناظر المصورة.
وكشفت الدراسة أن الروج وهو اللون الأحمر استخدم في صناعته أكسيد الحديد الأحمر، ومن أجمل التماثيل التى تظهر جمال المرأة المصرية تمثال رع حوتب وزوجته نفرت من عصر الأسرة الرابعة ، وصنع المصرى القديم الكريمات بخلط اللبن ببعض الزيوت النباتية لتمتصها البشرة بسهولة.
وصنعت العطور من زيت اللوتس وزيت اللوز المر وزيت الزيتون وزيت الحبهان ، كما كان البخور من بين المواد العطرية التى تستخدمها المرأة فى تطييب ملابسها ومنزلها بل مضغ بعض الأنواع منه لإنعاش فمها وإزالة أى رائحة كريهة .
ومن بين أنواعه " الكندر" البخور الأبيض وهو نوع جيد من اللبان الدكر والمر والكافور والقنة واللادن، وكلها راتنجات نباتية من أشجار مختلفة، وأجودها ما كان يجلب من منطقة بونت التى أرسلت لها حتشبسوت رحلتها الشهيرة المصورة على جدران معبدها بالدير البحرى، لجلب منتجاتها ومن بينها شتلات البخور التى حاولت زراعتها فى مصر.
كما أن المرأة المصرية عرفت أهمية نبات الحناء فى عمل عجائن، لصبغ راحات اليد والأقدام وتلوين الأظافر وتلوين الشعر، كما اهتموا وتهذيب الأظافر ونظافتها وكان المجتمع المصرى القديم بجميع طوائفه يهتموا بالنظافة والتطيب وإبراز الجمال.
كما عرفت المرأة المصرية الشعر المستعار "الباروكة"،مع اختلاف التسريحات من واحدة لأخرى باختلاف أطوال الشعر،وتوضع أعلى الباروكة أقماع عطرية لكى يسيل الدهن العطرى وينتشر بين طيات الباروكة وتنبعث الرائحة العطرية منه باستمرار.
وكان لديهن سيدات ماهرات فى فن تصفيف الشعر، وصورت إحدى الفتيات على تابوت كاوييت من عصر الدولة الوسطى، وهى تقف خلف الأميرة الجالسة لكى تصفف شعرها وبيدها دبابيس لتثبيت لفة بالشعروظهر بيد الأميرة مرآة تتايع فيها جمالها.
وأشارت الدراسة إلى أن المرأة المصرية عرفت كيف تبرز جمالها، بالتركيز على رسم العينين بالكحل ووصلت فى المهارة كما لو كانت تستخدم أى لاينر حول العينين، كما حددت الشفتين باللون الأحمر أو الوردى وتبدو بشرة المرأة فاتحة اللون نضرة ويظهر هذا فى ملامح رأس الملكة نفرتيتى المعروضة بمتحف برلين وفى مناظر الملكة نفرتارى بمقبرتها فى وادى الملكات بالبر الغربى بالأقصر .
ولقد عُثر على تماثيل تمثل نماذج لسيدات يقمن بتصفيف الشعر وأطلق عليهن لقب "نشت "، وظهرن فى عدد من النقوش وهن يتعاملن بمهارة فى شعر الأميرات أو الملكات.
ونوه ريحان إلى العثور على أوانى للتجميل كأوعية صغيرة، مناشف كتانية، وأنواع مختلفة من الأمشاط بعضها من الخشب أو العاج أو العظم ودبابيس للشعر من المعادن ،بجانب المرايا المصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس وأيدى المرايا مزخرفة ومطعمة بالأحجار النصف كريمة .
كما وجدت أدوات لصحن مواد التجميل وعرفت المرأة المصرية المقص والملقاط من النحاس والبرونز وتنوعت أوعية حفظ الكحل وأشكالها ومواد صنعها.