رواية بعنوان سماء من سماوات لعائشة البحرية
المدينة نيوز: صدر حديثا عن دار " الآن ناشرون وموزعون" في عمان رواية "سماء من سماوات" للروائية العمانية عائشة حارب البحرية.
والرواية التي جاءت في 242 صفحة من القطع المتوسط، وقسمت في 16 فصلا، تتناول ما الذي يمكن أن تحمله مهنة أخصائية اجتماعية تعيش في مجتمع محافظ في الغربة، تعايش عوالم عديدة لأناس مختلفين، وما الذي يمكن أن تقوله بطلة الرواية وهي نفسها الأخصائية الاجتماعية عما يواجهها من مشكلات مع الطالبات باختلاف بيئاتهن وثقافاتهن.
وعما عاصرته الكاتبة من شخصيات مميزة لصديقاتها في الغربة من اللواتي يعملن في سلك التربية والتعليم وما يواجهنه من تحديات للتكيف مع الغربة وصعوباتها، وكيف لها أن تسرد تلك الحكاية بواقعية تجد نفسها معها جزء من الحكاية، لتصبح الرواية بمثابة مذكرات تشبه ما كتب توفيق الحكيم باختلاف الزمان والمكان والحكايات.
وتقول المؤلفة الروائية العُمانية في روايتها: "تحدثنا كثيرا عن الحب وعن عالم الرجال والزواج وكل ما كان يشغل أعمارنا الصغيرة، وأسهبنا في أحاديثنا عن مواصفات الرجل الوسيم، كنا نرسم خيالات من شخصيات تلفزيونية مشهورة.. كانت أحلامنا تحلق لتبلغ عنان السماء".
وتسرد الروائية البحرية، حكاية بطلة الرواية بواقعية وفق زمن خطي يسير إلى الأمام، يبدأ بأحلام تلك الفتاة المتفوقة التي كانت تأمل أن يوفر لها العمل حياة رغيدة بمكتب فاره يكون قريبا من البيت، إلا أن أحلامها تتلاشى بعد أن يتم تعيينها في منطقة نائية وبعيدة عن أسرتها.
وتستسلم للغربة وتذهب للعيش في سكن موظفات، وهناك تجتمع معها في السكن زميلتان يعملن في مهنة التعليم، لتبدأ البطلة التي أطلقت على نفسها اسم "المرآة"، بينما أطلقت على زميلتها الأخرى اسم "أحيحة" نظرا لاهتمامها بالشعر والبلاغة، وأطلقت على الثالثة اسم "مونيه" نسبة للرسام العالمي، تجربة حياتية مختلفة تبحر في حكايات الناس وتغوص في مشاعرهم وأسرارهم لتتعلم معنى التحمل والإصرار.
وخلال ذلك تعرض الكثير من المواقف والحوارات بين الفتيات اللواتي اجتمعن من مناطق مختلفة ليشكلن أسرة واحدة، ويقسمن العمل بينهن، كما تحكي البطلة عن رحلة العودة لبيتها في المسافات الطويلة التي تقطعها وحيدة مستعيدة الكثير من الحكايات التي تستعيدها من بئر الطفولة، وتصف جماليات المكان وتضاريسه.
وتتناسل ضمن الرواية الكثير من الحكايات، ومن بينها حكاية الطالبة (جميلة) التي تعاني من مشكلات نفسية، وتعاني مع أسرتها في صمت وتتردد على عدة أنواع من العلاجات الطبية والشعبية راجية الشفاء، وتغدو حكاية جميلة هي عمود الرواية في زمن الغربة التي تشعر معها البطلة بمسؤوليتها تجاه الفتاة، حتى بعد أن تم نقلها من المدرسة إلى مكان آخر.
كما تغذي المؤلفة أحداث الرواية بخبراتها وذاكرتها بمقاربة الحالات التي تعرضها مع مشاهداتها لحالات في السينما التي تثري الأحداث من خلال وصفها الفني والجمالي للحكاية.