ووفقا لراديو "فاردا" الإيراني المعارض، فإن روحاني حذر مما وصفه بـ"الانهيار" في حال تم تعطيل مسار الانتخابات المقررة في غضون 10 أيام، وهو ما يظهر عمق الأزمة السياسية في البلاد، ويكشف أن الرئاسة تبدو في دور المتفرج على الحدث المنتظر.
والثلاثاء شاركت حشود من الإيرانيين، في الذكرى الحادية والأربعين لقيام ما عرف باسم "الثورة الإسلامية"، واستغل روحاني هذه المناسبة ليبعث بعدة رسائل سياسية.
وحذر روحاني، في خطاب ألقاه أمام الآلاف في ساحة "آزادي" وسط العاصمة طهران، من حالة عدم الاستقرار، إذا تم إجراء الانتخابات بطريقة "أحادية"، ونبه إلى مغبة حصول "ثورة" وشيكة إذا لم يستطع الإيرانيون أن يصوتوا في انتخابات "سليمة وحرة".
وحاول روحاني الذي يقدم كإصلاحي، أن يمسك العصا من الوسط، فأثنى على ما يسمى "الثورة الإسلامية" والمرشد الراحل روح الله الخميني، قائلا إن آخر ملوك إيران، محمد رضا بهلوي، كان "شخصا فاسدا".
وأردف روحاني أنه "ما كان للثورة أن تحصل في إيران لو لم يكن ثمة فساد، ولو أن النظام المطاح به وقتئذ منح الناس الحق في أن يختاروا".
وفي تصريحات اعتبره مراقبون تلميحا، أضاف روحاني أن الثورة اندلعت لأن الانتخابات لم تكن خيارا قائما أمام الناس، وحينما أغلق هذا الطريق، اضطر الناس إلى الخروج حتى يفتحوا المسار.
ودخل روحاني في خلاف عميق مع الجناح الأكثر تشددا في إيران، بشأن الانتخابات المرتقبة في 21 فبراير، وذلك بسبب منع أبرز الإصلاحيين من تقديم ترشحهم وخوض غمار المنافسة.
وحتى الإصلاحيون الذين دأبوا على المشاركة في انتخابات إيران، تراجعوا عن مواقفهم أو أنهم فضلوا المقاطعة، بسبب مضايقات المتشددين.
وقال متابعون إن روحاني كان يتحدث ظاهريا مع حشود في وسط طهران، لكن الخطاب كان موجها في الواقع إلى المرشد علي خامنئي والمؤسسات العسكرية الأخرى في البلاد مثل الحرس الثوري الإيراني.
وتكشف تحذيرات روحاني من التحكم في الانتخابات، طابعا صوريا للعملية الانتخابية في البلاد، على اعتبار أن رئيس الجمهورية نفسه يبادر إلى التحذير والمطالبة بالشفافية مثل أي مراقب مستقل.
وليس روحاني السياسي الوحيد الذي حذر المؤسسة الحاكمة في البلاد، فقبل أسبوع فقط، نبه المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي الربيعي، وهو مسؤول راكم تجربة مهمة في الاستخبارات، إلى أن الذهاب إلى الانتخابات هو الحل الوحيد الذي يجنب إيران خطر الانهيار.
(سكاي نيوز)