تاريخ الأوبئة.. الانفلونزا الإسبانية قضت على 50 مليون إنسان منذ 102سنة
المدينة نيوز: حالة من الذعر ظهرت فى العالم مع ظهور فيروس كورونا فى الصين، الذى أدى إلى موت ما يقرب من 1367 شخصا حتى الآن، وإصابة 15152 شخصا، ومن هنا يسعى العالم كله إلى التصدى والقضاء على هذا الفيروس قبل انتشاره، ولذا سوف نستعرض كيف عاشت أمريكا أثناء تعرضها لوباء الإنفلونزا الأسبانى منذ 102 سنة.
بين عامى 1918 و1920، انتشر فيروس الأنفلونزا القاتل بشكل مروع فى جميع أنحاء العالم، وأودى الوباء الأكثر دموية في التاريخ بحياة حوالى 50 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم، و675000 فى الولايات المتحدة، وخلال شهر أكتوبر 1918 توفى ما يقرب من 200000 أمريكى، مما يجعله من الشهور الأكثر دموية فى تاريخ البلاد.
واجهت أمريكا أزمات عديدة، منها أن حفارى القبور وصناع النعش كانت لديهم مهام شاقة متمثلة فى عمليات دفن الموتى، إضافة إلى أن أمريكا فرضت الحظر على التجمعات العامة التى تشمل الجنازات مما أدى إلى تفاقم آلام العديد من الأسر المنكوبة التى لم تستطيع الحداد على فقدان أحبائها.
أمريكا غير مستعدة للوفيات الجماعية بالأنفلونزا
تقول نانسي ك. بريستو ، أستاذة التاريخ بجامعة بوجيه ساوند فى كتابها "الوباء الأمريكى: العالم المفقود فى وباء الأنفلونزا عام 1918" ، إن الولايات المتحدة قد تم ضبطها على أنها غير مهيأة للفاشية، وذلك جزئيًا لأن التقدم فى علم البكتريا جعل الكثير من الأميركيين يعتقدون أنهم يستطيعون السيطرة على الأمراض معدية، وتقول: هذا ليس ما توقعه الأمريكيون فى عام 1918، حيث توفي عدد كبير من الناس بسرعة كبيرة ، لا سيما على الساحل الشرقى حيث ظهرت الأنفلونزا أولاً ، ولم تتح لهم فرصة الاستعداد بأى شكل من الأشكال".
الوفيات الجماعية شيء مرعب
أدت الوفيات الجماعية إلى حدوث مشاهد مرعبة، أبلغت ممرضات الصليب الأحمر فى بالتيمور عن حالات زيارة المنازل التى دمرتها الأنفلونزا لفحص مرضى الفراش بجانب الجثث، وفى حالات أخرى ، كانت الجثث مغطاة بالجليد.
وفى مدينة نيو هافن كونيتيكت، لعب "جون ديلانو" البالغ من العمر ست سنوات وأصدقاؤه خارج المشرحة، وقاموا بتسلق جبل من الصناديق المكدسة على رصيف غير مدركين لمحتواها الداخلى حيث إنهم قالوا "إنها تشبه تسلق الأهرامات".
أجبرت العائلات الحزينة أحيانًا على حفر مقابر لأحبائها. في مدينة "نيو برونزويك" بولاية نيو جيرسى ، تم تسليم 15 سجينًا لحفر مقابر للأموات تحت أعين الحراس.
كما طلب مجلس صناعات الحرب من صانعى النعش تصنيع الصناديق العادية فقط والتوقف فوراً عن إنتاج "جميع أنواع الألواح المزخرفة" وحدت أحجام النعش للبالغين إلى 5 و6 أقدام.
وشوهدت أسوأ الفظائع في مدينة فيلادلفيا ، حيث اقترب عدد الوفيات من 1000 شخص في اليوم فى ذروة الوباء، وتم تصنيع آلاف الصناديق البدائية لدفن الموتى، وتم قذف بعض سكان فيلادلفيا بشكل غير عدواني في مقابر جماعية.