من يحتمي الان بعباءة الملك
تم نشره الإثنين 11 نيسان / أبريل 2011 09:11 مساءً
![من يحتمي الان بعباءة الملك من يحتمي الان بعباءة الملك](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/80883.jpg)
م.علي القرعان
هذا التعبير أول ما سمعناه من المهندس ليث شبيلات ،وإذا سبقه اخرون ،لاندري ،ولكن السبق في تداوله ونشره يعود إلى المهندس ليث منذ الثمانينات عندما كان يشير إلى فشل سياسات بعض الحكومات وما ينتج عن ذلك من تأزيم الشارع لتصبح الحكومات عبئا لا عونا في التنمية المستدامة .
ولما كان التعبير بأعلاه يرمز للحاله المبينة إلا أن الحقيقة التي يجب الإشارة لها هنا ،أنه وبموجب الدستورفإن جلالة الملك هو رأس الدولة، وبعبائته يحتمي كل الوطن بمؤسساته ومواطنيه ،وأحزابه وعشائره ،يمينا ويسارا ،موالاة ومعارضة ،معتصمين وغيرمعتصمين .
من يراقب المشهد الأردني هذه الأيام يرى أن التعبير اكتسب معان جديدة إذ جرى عليه بعض التعديل ، وعلى الذين أطلقوه والذين رددوه فيما بعد أن يسمحوا لنا –وبناء على معاييرهم الأولى – بإعادة النظر في المفهوم، فالحماية الأمنية لخطباء المعارضة من مختلف الأطياف أصبحت ظاهرة في بلدنا وانفردنا بها عن غيرنا لدرجة اننا لم نسمع أن دولة ما توفر حرسا لمن يعارض سياساتها ،فهل هم راضون.
مشهد اخر يستحق التأمل ،ألا وهو الدلال الزائد الذي يتمتع به مجموعات وأفراد لا يمثلون نسبة واحد بالمئة من المجتمع ، ينظرون وينعتون ويكيلون الأوصاف لمجتمع بأسره ويحتمون بمظلة اسمها حرية التعبير عن الرأي ،ينعمون بأجواء وظروف ليرفعوا صوتهم عاليا ،وكلما علا صوتهم تتضح نواياهم من بين السطور ،وشعبنا يعي أن هؤلاء يصيحون ويرفعون شعارات أقل ما يقال فيها (كلام حق أريد به باطل ) .
كلمة (بلطجي) أدخلوها إلى قاموسنا للدلالة على الأغلبية الجارفة من مجتمعنا الذي يرفض هذا التأزيم والتمادي في الإعتصامات والمسيرات التي وصلت إلى درجة الإيذاء للاخرين ،فالمجتمع بنظرهم (بلطجي )،وهم فقط القيمون عليه ،وهم الأقدر والأجدر بتحديد خارطة الطريق ،وهم الأعرف كيف تكون الديمقراطية ،وشعبنا والحمد لله أدرك أن هؤلاء أبعد الناس عن مفهوم الديمقراطية ،فهم لا يقبلون بالرأي المخالف لرأيهم ،وخارطة طريقهم في الديمقراطية أصلا غير موجودة .
شعبنا لا ينكر الجميل ،وعلى لسان كل مواطن تسمع: الحمد لله على نعمة الأمن والإستقرار،وهذا حال الناس في كل مواقعهم ،أما الخطباء من المعارضين فوصل ببعضهم الأمر إلى المطالبة بحل الأمن ،وهنا أود أن أسأل هؤلاء : ماذا سيحل بكم من الناس العاديين إن لبي مطلبكم ...ستكونوا أكثر الخاسرين .