حوار الأجيال في مسارح رام الله

المدينة نيوز- تتواصل فعاليات مهرجان "أيام المنارة المسرحية" في مدينة رام الله الفلسطينية، فبعد عرض مسرحية "يا شمس لا تغيبي"، سيكون الجمهور على موعد اليوم مع مسرحية "بمزيد من الحزن والأسى" للمخرج نزار زعبي.
وسيكون الختام يوم الأربعاء مع مسرحية "العذراء والموت" للمخرج الراحل جوليانو مير خميس الذي قتل برصاص مجهولين الأسبوع الماضي في مدينة جنين لأسباب لم تعرف بعد فيما التحقيقات مستمرة.
وكانت مسرحية "يا شمس لا تغيبي" للمخرج الفلسطيني منير بكري قد جمعت على خشبة المسرح ثلاثة أجيال من النكبة إلى اليوم في حوار يتناول نكبة عام 1948 التي أدت إلى تشريد عدد كبير من الفلسطينيين وما ترتب على ذلك من قصص إنسانية.
واختار بكري أن يكون ديكور مسرحيته -التي عرضت مساء الأحد على خشبة مسرح وسينماتك القصبة- نموذجا لشاطئ بحر حيفا ليستعيد عليه الممثلون ذكرياتهم الجميلة وما عاشوه من قصص حب وكذلك ما وصلوا إليه من العيش في بيت للمسنين في قالب يبحث عن الإنسانية دون الإغراق في السياسة.
وكتب في نشرة وزعت قبل العرض "يا شمس لا تغيبي هي مسرحية عن رجال لا أحد يذكرهم مثلما يذكرون أنفسهم وفتاة لا تذكر مستقبلها يلتقون صدفة وخطأ على شاطئ ترتطم على رماله أسئلة النسيان والوحدة وتستيقظ أمواج الماضي والحب".
وتضيف النشرة "في هذه الرؤية الحاضر لم ينجز تماما والماضي لم ينته تماما وفيها أن الحاضر ليس وليد الماضي فحسب بل ظله أيضا. الحقيقة هي أنه أصعب ما في ماضينا وأشد ما فيه ألما هو أنه أدى بنا إلى ما نحن فيه من تمزق وضعف".
"
مسرحية (يا شمس لا تغيبي) هي للتواصل بين الأجيال كي نفهم ان النكبة ما زالت مستمرة. هذا هو امتحان المسرحية الأساس وهمها الخالد الإنسان
أيمن غبارية
"
حديث الأيام
تبدأ المسرحية في انتقال عجوزين في رحلة من بيت المسنين إلى شاطئ بحر اعتقدا أنه شاطئ طبريا ليكتشفا بعد ذلك أنه شاطئ حيفا في إشارة على ما يبدو إلى ما حصل من تغيير في الأماكن ليبدأ بعد ذلك حوار هادئ في رواية بعض ما جرى في النكبة وصولا إلى الحديث عن السفر والحب وما يفعله الأبناء بالآباء هذه الأيام.
ويرى كاتب النص المسرحي أيمن غبارية أن المسرحية "ليست خارج التاريخ لكنها ليست عنه، هي عن شاطئ تغير حوله كل شيء أسماء القرى وكنايات التلال وطعم الحياة، شخصيات المسرحية هي شخصيات لذاتها يطرحها النص كذوات مستقلة عن السياق التاريخي، شخصيات تبحث عن الحب والتواصل في زمن النكران والانكفاء المطلق على الذات".
ويضيف أن المسرحية "نداء للحياة كي يكون فينا ما يستحق هذه الأرض، نداء للتواصل بين الأجيال كي نفهم أن النكبة ما زالت مستمرة. هذا هو امتحان المسرحية الأساس وهمها الخالد الإنسان".
وقال الممثل طارق قبطي "كان عمري عند النكبة أربع سنوات وكنت أسمع ما جرى خلال النكبة من أهلنا ولكن يجب أن تكون هناك ذاكرة جمعية للنكبة حتى لا ننسى ويمكن لهذه المسرحية أن تساهم في ذلك".
وأوضحت الممثلة الشابة ميساء عبد الهادي، التي تخوض في هذا العمل المسرحي أول تجربة لها في التمثيل على خشبة المسرح مع ممثلين محترفين "نحن الجيل الثالث اليوم أكثر تمسكا من الجيل الثاني بأننا نريد معرفة كل شيء والاحتفاظ بكل شيء".
وأضافت الممثلة التي تؤدي دور طالبة جامعية "الجيل الثالث يسأل، يريد أن يعرف كل شيء على عكس ما قد يكون متوقعا، أنه مندمج في الحياة مع ثورة الفيسبوك والإنترنت، هذا الاعتقاد خاطئ نحن نريد أن نحتفظ بذاكرتنا".(الجزيرة)