حكم الأكل باليد اليسرى
المدينة نيوز :- هل يأثم من يأكل بيده اليسرى .. روى البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك»، فما زالت تلك طُعمتي بعد.
فـ هل يأثم من يأكل بيده اليسرى ؟ سؤال ورد إلى دار الإفتاء، وقال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بالدار، إن الإنسان الذي لا يستطيع الأكل بيده اليمنى؛ يجوز له الأكل باليسرى ولا إثم عليه؛ لأن الله تعالى قال: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»البقرة.
حكم التسبيح والأكل باليد اليسرى
من جانبه أكد الدكتور علي جمعة أنه "يجوز استعمال اليد اليسرى في الذكر ولا حرج في ذلك، فلو أنك تريد الاستغفار 100 مرة فلن تستطيع الاعتماد على اليد اليمنى بمفردها، وستحتاج إلى اليد اليسرى لمعرفة عدد الذكر".
وذكر علي جمعة أن تناول الطعام باليد اليسرى مع اليمنى جائز ولا مانع في ذلك، لافتًا إلى أن الإنسان إذا أكل باليد اليمنى فقط فهذا هو الخير وأصاب سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم وضع اليد اليسرى على اليمني أثناء الصلاة
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى دار الإفتاء المصرية، إن أفعال الصلاة تنقسم الى أركان وسنن وهيئات، فالأركان نسيانها لا يجبره سجود السهو بل لابد من أن تأتى بالركن إن فاتك.
وأضاف ممدوح ، فى إجابته على سؤال « ما حكم وضع اليد اليمنى على اليسرى وما الحكم لو حدث العكس ؟ وما حكم لو وضع يده على سرته؟»، أنه إذا فات الإنسان أثناء صلاته ركن من أركان الصلاة فلابد عليه ان يأتى به و إذا فاته شيء من السنن ساهيًا أو ناسيًا فالصلاة صحيحة ولكن عليه أن يأتى بسجود السهو فما سوى ذلك هيئات اى صور وأشكال فى الصلاة مثل أن يلتفت الإنسان عن يمينه وشماله فى التسليم أو أن يقول سبحان ربي العظيم و سبحان ربي الأعلى فى الركوع والسجود ومثل قراءة السورة بعد الفاتحة و مثل القبض أثناء القيام فى الصلاة اى وضع اليمني على اليسرى فكل هذا من هيئات الصلاة فيثاب الإنسان على فعلها ولا يأثم على تركها.
وتابع: إن تعمد وضع اليسرى على اليمني عامدا او قاصدا فيكون الثواب فاته وتكون صلاته صحيحة.
لماذا نهى الرسول عن الأكل والشرب واقفا؟
قال الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، إنه كان من عادته -صلى الله عليه وسلم- أن يشرب وهو جالس، لكن جاء فى الصحيحين أنه جيء له بدلو من ماء زمزم فشرب وهو قائم.
وأوضح رئيس لجنة الفتوى السابق في فتوى له، أن الجمع بين الحديثين ممكن، وليس أحدهما بناسخ للآخر، فالشرب قاعدًا مستحب ومندوب إليه وليس واجبًا، ولذلك شرب النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأحيان قائما ليبين أنه جائز، وإن كان الأفضل الشرب جالسًا، وثبت أن بعض الصحابة وبخاصة الخلفاء الراشدين شربوا وهم قيام.
وأضاف: والحكمة من كراهة الشرب قائما لم ينص عليها النبى صلى الله عليه وسلم وقد كانت فيها اجتهادات ذكر ابن القيم كثيرًا منها فى كتابه "زاد المعاد" وذلك من واقع المعلومات الطبية التى كانت موجودة فى عصره والأمر يحتاج إلى توضيح جديد من ذوى الخبرة والاختصاص.
وأكد أن الإرشاد النبوى فى هذه المسألة إرشاد فى أمر قيل إنه من الأمور الدنيوية المحضة التى جاء فيها الحديث الصحيح "أنتم أعلم بأمور دنياكم" رواه مسلم، ولكن مع ذلك لا يخلو من مسحة دينية هى اتباع النبى صلى الله عليه وسلم فيما أرشد إليه، ولعل فيه حكمة يكشف عنها العلم فيما بعد، فما دام لا يوجد فيه ضرر ينبغى أن نحترمه ونتأسى به فيه، وليس ذلك على سبيل الإلزام، بل على سبيل الندب والاستحباب، والخروج عنه يكون لحاجة وبأقل قدر ممكن، حتى يقوى فينا احترام ما أثر عنه -صلى الله عليه وسلم- ولو فيما ليس فيه قربة لله تعالى، فالاقتداء نفسه وتنفيذ أمره قربة.
حكم الشرب واقفا
بدوره، نبه الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، على أنه يستحب للمسلم أن يشرب وهو جالس؛ لأن هذا هو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يشرب وهو قائم، فالشرب من القعود سنة، مستشهدًا بما رواه قتادة عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنه نهى أن يشرب الرجل قائمًا».
وبين «جبر»، أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب قاعدًا وقائمًا، فإذا احتاج الإنسان إلى ذلك فلا حرج أن يشرب قائمًا، وإن جلس فهو أفضل وأحسن، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه شرب من زمزم واقفًا في حجة الوداع لازدحام الناس حوله.