فقط لأنها امرأة
منذ القدم وعلى مر السنين ، وباختلاف الظروف السياسية والإجتماعية وبالرغم من تطور المجتمعات ، والمرأة تكافح ، لا لأي سبب ، سوى أنها امرأة .
توهم من حولها بأن خلفها رجل يسندها ويحميها وتتغنى برجولته .. بينما هو لم يكن لها سوى خيبة أمل .
تقف بجانبه في أصعب ظروفه .. وتمسي ضحيته .
تمثل شرفه .. و هو لا شرف له.
تنسب الفضل له حفاظا على ذكوريته .. في مجتمع لا يحكم ولا يعترف إلا بكل شيء ذكوري .
تـُـتهم بأنها متحكمه متسلطه .. ولا يعلم أحد بأنها ابتليت بسلبيته وضعف شخصيته.
يبتسم هو لها .. ومن ثم يغرس سكين جاهليته في ظهرها ، ويحرمها من أبسط حقوقها تحت شعار "أنا الرجل " .
يَنسى أمور دينه .. و لا يتذكرها إلا فيها فقط .
يزرع صراعاته الشرقيه فيها .. حتى لم تعد تعرف من هي.
تقوم بألف وألف عمل وعمل .. لأنه لم يكن الظل الذي طالما أوهموها بأن ظله أفضل من ظل الحائط.
يُحفر في رأسها دوما أن لا ستر لها من دون ستره ، ولا حياة من دون وصايته الجائرة.
تدفع ثمن اثام ذكوريته .. في مجتمع يهلل للذكر ويغفر له ويصب جام عجزه عليها.
تـُحرم من نعمة الأمومة لأن فارسها العربي الأصيل لم يأتي ليَمنى عليها بوسامه.
تـُطالب وتناضل من أجل العداله ، وتنسى أنها تطلب المستحيل ، لأنه هو من سلبها اياها.
هذا جزء بسيط من حياة نساء كثر ، يُجاهدن كل يوم لأنهن فقط خلقن نساء.
إليكن جميعا .. ممن ذكرت وممن لم أذكر
إليكن جميعا .. ألف عداله
ولكن ليست على هذه الأرض
وإنما عند خالقكن فقط
