قتلى مدنيين بإدلب و مواجهات بين المعارضة والجيش السوري بسراقب
المدينة نيوز :- قتل عدد من المدنيين السوريين، في الغارات الروسية المتواصلة على محافظة إدلب شمال غرب سوريا، فيما أعلنت المعارضة تنفيذها عمليات عدة ضد نظام بشار الأسد بأرياف إدلب وحماة وحلب، في وقت أعلنته فيه سيطرة النظام على مدينة سراقب الاستراتيجية بشكل كامل.
وقالت مصادر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية، إن "مقاتلات روسية شنت غارات استهدفت فيها بلدة الفوعة بإدلب، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين في حصيلة أولية وإصابة عدد كبير"، وفق ما أوردته وكالة الأناضول.
وفي السياق ذاته، أكدت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، أن "الصوت الذي سمع في مدينة حمص، ناجم عن عملية إطلاق صاروخي، باتجاه خطوط الاشتباك في منطقة إدلب".
وفي شأن آخر، ارتكب النظام السوري الثلاثاء، مجرزة مروعة بإدلب، بعد استهدافه للأحياء السكنية بالصواريخ، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفلان، وجرح أكثر من 10 آخرين، جراء انفجار ناتج عن سقوط صاروخ على حي "شارع الـ30" بإدلب.
وبحسب مصادر ميدانية، تزامن الانفجار مع تحليق مكثف لطائرة استطلاع يرجح أنها روسية في سماء مدينة إدلب، فيما يرجح ارتفاع حصيلة القتلى لوجود حالات حرجة في صفوف المصابين.
وفي تموز/ يوليو 2018، رعت روسيا اتفاقًا يقضي بخروج مدنيين ومسلحين معارضين للنظام من جنوب دمشق إلى إدلب، مقابل نقل موالين للنظام من كفريا والفوعة
وتحتضن البلدتان مدنيين مهجرين، من بلدتي مضايا والزبداني بريف دمشق ومخيم اليرموك في العاصمة.
وأكد مصادر معارضة من محيط سراقب لـ"عربي21" تمكن النظام السوري من السيطرة على معظم المدينة، بعد انحياز فصائل الثوار عنها بسبب الكثافة النارية وسياسة الأرض المحروقة للنظام وروسيا".
وأضافت أن "النظام السوري سيطر كذلك على بلدات ترنبة وجوباس وكفربطيخ بمحيط سراقب، ويحاول التقدم على محور آفس، ولكن المعارضة تتصدى له هناك"
وفي سياق آخر، أعلنت المعارضة السورية تنفيذها عمليات عدة ضد النظام السوري بأريف إدلب وحلب وحماة، وقالت الجبهة الوطنية للتحرير في بيانات منفصلة اطعلت عليها "عربي21"، إنها دمرت عربة "شيلكا" لقوات الأسد، وقتلت طاقمها، على محور الشيخ عقل بريف حلب الغربي.
وأشارت الجبهة إلى أنها دمرت دبابتين أيضا لقوات الأسد، على محوري حزارين والفطيرة بريف إدلب الجنوبي، بعد استهدافهما بصاروخ مضاد للدروع، منوهة إلى أنها دمرت راجمة صواريخ مثبتة على سيارة "بيك أب" عسكرية لقوات الأسد، في معسكر جورين بريف حماة الغربي.
يذكر أن المعارضة السورية نفت مساء الاثنين، سيطرة قوات النظام وحليفته روسيا على مدينة سراقب الاستراتيجية، فيما تحدث بيان للكرملين عن انتشار الشرطة العسكرية الروسية في المدينة.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة الرائد يوسف حمود إن "تصريح موسكو بشأن نشر قواتها في سراقب، بعيد عن الواقع"، مؤكدا أن "الفصائل الثورية لا تزال في المدينة والمعارك مستمرة".
أسباب الإعلان الروس
يأتي ذلك تعليقا على إعلان روسيا، انتشار شرطتها العسكرية في مدينة سراقب جنوب محافظة إدلب، وذلك بعد اشتباكات "عنيفة" دارت بين فصائل المعارضة وقوات النظام وحلفائه الروس.
وحول أسباب إعلان روسيا نشر شرطتها العسكرية بسراقب، رأى مركز "جسور" للدراسات في ورقة بحثية اطلعت عليها "عربي21"، أن موسكو تسعى من خلال هذه الخطوة، إلى تحقيق عدد من الأهداف، موضحا أن الإعلان يؤكد رفض مطالب تركيا المتكررة بتحييد روسيا عن النظام خلال عمليتها العسكرية بإدلب.
وأضاف المركز أن الإعلان الروسي يسعى لعرقلة جهود تركيا بتحيق أهداف عملية "درع الربيع"، لا سيما إعادة النظام السوري إلى حدود مذكرة سوتشي، إضافة إلى "محاولة رفع الروح المعنوية لمقاتلي النظام، في ظل الانهيار الكبير في صفوفهم، من خلال الإيحاء بقدرة روسيا على فرض قواعد اشتباك جديدة".
وأشار إلى أن موسكو أرادت من هذه الخطوة "تثبيط الروح المعنوية في صفوف المعارضة السورية، من خلال إعادة بث دعاية وجود تفاهم مشترك بين روسيا وتركيا حول مصير سراقب وغيرها من المناطق، بغرض كبح قدرتها في الهجوم والدفاع".
وختم المركز تقديره بالقول إن روسيا تحاول تثبيت "واقع ميداني جديد"، قبيل انعقاد القمة الثنائية بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، "على أمل أن يساهم ذلك في دعم موقف روسيا خلال المباحثات".
عربي 21