أطفال عرب يعتصمون داخل بطون أمهاتهم
مع أن هذه المشاعر لا تغير من واقع الأمر شيئا في أكثر الأحيان ، فالدنيا لم تعد تتسع لهذا المزيج من المشاعر " المتضاربة " أو هذا العدد الكبير من الأطفال ، الذين يُولدون وهم مقهورون ،، فإذا كان فريق طبي أجنبي قد توصل إلى معرفة وتحديد مشاعر وأحاسيس الأطفال وهم أجنة في بطون أمهاتهم ، فإن أعضاء هذا الفريق وغيرهم من المختصين ، سيُصدمون عندما يحاولون الكشف عن أحاسيس ومشاعر الأجنة العربية ، التي لا تزال تقبع في بطون أمهاتها ،، حيث يكتشفون أن " هذه " الأجنة التي لم تشهد بأعينها بعد البركان الأمريكي ، مصابة بالكآبة والملل والعبوس .. وجوهها شاحبة ، وأجسامها نحيلة ، وقد تبدو مقيدة بالأغلال والجنازير ، وتعبر عن رفضها للخروج إلى هذه الدنيا ؛ في ظل الإستعمار الأمريكوصهيوني ، وقد ترفض أن تصبح جزءاً من الشعوب العربية " المقهورة " ، التي تحكمها بعض الأنظمة التي ظلت تعمل وتحكم بأوامر أمريكية ، حتى جنت براقش على نفسها ، ولـُدغت من جحرها .
إن هذه الأجيال لا تريد أن تخرج من "الظلمة " الى ظلام دامس ، وربما تـُفضل أن تصبح نسياً منسياً ، ولا أن تصبح فيما بعد ( عبيدا ) يَجرونَ خلفَ أقدامها ، القيود والسلاسل الحديدية .
أعتقد أنه لو ُاتيح لهؤلاء المختصين ، أن يكشفوا عن الأجنة العربية ، سيجدون أنها ترفع شارة النصر إما وهما بما لم يتحقق ، أو أنها لن تظفر فيما بعد ، بواحدة من إثنتين إما التبعية أو بخوازيق " مبشمة " ؛ تأتي بآخرتِهم بسرعة ، كالقضاء المستعجل .
نعم كل الحق مع هؤلاء الأطفال .. إذ لا تجدي صرخاتهم شيئا ، بعد أن سمعوا أبائهم وأمهاتهم ، وهم يتشاجرون ويختلفون عندما يعجزون عن شراء فوطة أو كيس حليب ولسان حالهم يقول : يا ريتنا ما نطلع إلى هذه الدنيا ، التي يعيش فيها العرب جميعا بالذل والخنوع .. رغم جميع الإعتصامات ومُسمياتها الجديدة والغريبة على مجتمعنا ..؟