الأمير الحسن يلقي كلمة متلفزة بافتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة
المدينة نيوز:- أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، ضرورة تحويل التواصل الفردي، والأهلي، والحكومي، وتنمية "مقدرتنا الابداعية من أجل مصلحة شعوبنا وأجيالنا وتعميق الاستقرار في منطقتنا العربية".
وقال سموه في كلمة متلفزة في حفل افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي عقد في الشارقة اليوم الاربعاء برعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة أنه "بات علينا في عصر ما بعد الاتصال أن نخوض في "اللامفكربه" بهدف استشراف المستقبل، واختصار الزمن، وتعزيز التفاعل".
وأشار سموه إلى أننا "بحاجة لأن نختط لأنفسنا مستقبلا يمكننا من التعامل مع العالم والتطورات والمتسارعة؛ مؤكدا أن ذلك لا يحتاج إلى بُنى تحتية، ومبادرات استراتيجية فقط بل لا بد من تطوير ثقافة فهم العالم الراهن التي تدمج بين نظم التواصل الحديثة، ورؤية عالمية متصالحة مع الذات ومع الآخر".
ونوه سموه بأننا "بحاجة إلى بيئة حاضنة، وسلوك ومسلكية قابلة للتكيّف، وليس فقط التطبيقات والبرامج والحواسيب والشبكة العنكبوتية؛ مؤكدا سموه أن الإنسان المُمكَّن القابل للتكيف ومواكبة الابتكار، والمُمتلك لثقافة التواصل هو القادر على تسخير التسارع التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، واستخدامه استخداماً فاعلاً لتعزيز التنمية.
وتحدث سموه عن حاجتنا إلى مشروع ثقافي حضاري جامع، يساعدنا على مواجهة التحديات بأسلوب القضايا الجامعة، وبالتالي التنوع المبني على الاحترام بعيدا عن ثنائية استقطاب الكراهية، ويتطلب ذلك غرس ثقافة الاحترام للآخر والتفاعلِ الاستباقي.
ودعا سموه إلى تعزيز ثقافة الاقتراب من الواقع وبناء تشاركية وتكاملية تستخدم البعد المكاني، والاقتصادي، والاجتماعي لتأسيس "خط بياني للحوار" كأداة للتخطيط والتقييم وأنسنة الأرقام يمكننا من الانتقال من النهج التصنيفي إلى نهج شمولي يؤدي إلى الفهم الكلي. وتحدث سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في كلمته الافتتاحية لفعاليات المنتدى بدورته التاسعة عن مرور أربعين سنة على بداية مشروع الشارقة الثقافي. وأضاف سموه أنه يفضل استخدام مصطلح "التواصل العمومي" بدلا من الحكومي، وأن التواصل العمومي ينشط الحياة الديمقراطية ويشرك المواطنين في صنع القرار، وهو تواصل ذو منفعة عامة تقوم به المجموعات والمؤسسات، ويتوجه إلى عموم السكان من مواطنين ومقيمين، وكل مستخدمين لهذه الخدمات.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام خلال كلمته بالمنتدى أنه منذ إطلاق النسخة الأولى من المنتدى تم تناول موضوعات متخصصة في صميم مجال الاتصال الحكومي ودراستها من زوايا مختلفة.
وأضاف أن هناك عددا من المجالات الأساسية التي ستلعب دورا فعالا في تحسين الاتصال الحكومي خلال السنوات المقبلة، وهي ترسيخ ثقافة التفاعل والاستجابة الفورية في روح العمل الحكومي، ودور تكنولوجيا الاتصال الحديثة في تمكين المجتمعات، ودور الاتصال الحكومي في تطوير فلسفة التواصل الثقافي بين الشعوب وتعزيز السلام والحوار بين الأمم المختلفة، ودور الاتصال في تحقيق رفاه الفرد والمجتمع وتشجيع الفرد على أن يصبح شريكا في تحقيق رفاهية المجتمع، وليس فقط متلقيا للخدمات الحكومية.
وتحدث الدكتور طلال أبو غزالة عن كيفية التغلب على التحديات التي واجهته وتوصله إلى نجاحات مكنته من إيجاد واقع أفضل لنفسه ومجتمعه. وأشار إلى دور الاتصال في تعميم هذا النوع من التجارب والبناء عليها والاستفادة منها لتحقيق أثر أوسع في المجتمعات.
وتحدث رئيس كولومييا السابق خوان سانتوس عن تجربته في العمل العام، وكيف تمكن من تحقيق النمو الاقتصادي وفرص العمل والحد من الفقر المدقع في كولومبيا وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ مشيرا إلى أهمية التواصل مع الشعوب والمثابرة والعمل على تغيير الواقع وبناء التحالفات وتقبل الانتقاد وفهم دورالإعلام وقبول الاختلاف. واشار عالم الفيزياء النظرية والمستقبليات الدكتور ميتشيو كاكو إلى أهمية تحرير طاقات العقول عبر التواصل والتخطيط للمستقبل من قبل الحكومات ومشاركتها مع المجتمعات الغنية بالأفكار الإنسانية ما يؤدي إلى تعزيز الرفاه الإنساني. وتحدثت الممثلة والناشطة الهندية بريانكا تشوبرا جوناس عن دور الإعلام المرئي بما في ذلك التلفزيوني والسينمائي في تغيير الصورة النمطية وابراز المشتركات وتقبل الاختلافات، حيث أنها إذا تم استخدامها بطريقة ذكية فلديها القدرة على تجاوز الحدود. أما أيرينا بوكوفا، رئيس أكاديمية الدبلوماسية الثقافية ومدير عام اليونسكو السابقة، فتحدثت عن أهمية حوار الثقافات والحضارات وحماية التراث والتنوع الإنساني وتعزيز قيم التنوع واحترام الآخر بالإضافة إلى أهمية تعليم الأجيال القادمة القيم الإنسانية وتزويدهم بنظام قيمي إنساني يمكنهم من العيش معا.
--(بترا)