ما الذي يجري في سوريا ... اليوم!
الذي يحصل في القطر السوري الشقيق في الأسابيع الأخيرة يدفع المراقبين والمحللين وأنصاف السياسيين يتساءلون عن تلك العنة التي أصابت سوريا الشقيقة وبدأت تضرب ربوع هذا القطر العربي الذي عاش حوالي ثلاثة عقود بلا محن أو أزمات داخلية بهذا الحجم وأنا أتساءل لماذا سوريا الآن؟! حيث أنها مستهدفة في مواقفها الوطنية والقومية وهي آخر القلاع الرافضة للتطبيع والتدجين ولا أرى ويرى معي الكثيرين على امتداد الوطن العربي الكبير أن ما يحصل اليوم ليس حراكا سياسيا محمود النتائج وليس بعيدا عن أصابع خارجية وتشتم منه رائحة مؤامرة حقيقية نعم رائحة مؤامرة تزكم الأنوف لان استهداف سوريا اليوم وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة هو جزء من سياسة خلط الأوراق التي تمارسها الولايات المتحدة ودوائر صنع القرار العالمي المهتمة بإطلاق مشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية هذه الفوضى التي ستقلب الطاولة وتهدم المعبد وتجعل الشعوب والحكومات تغرق في دوامة الفوضى وتغرق في برامج الإصلاح والفساد والاقتتال الداخلي ردحا من الزمن حيث يتسنى لتلك القوى تمرير مشاريعها وفي كافة مناحي الحياة.
نعم هناك احتياجات كثيرة وكبيرة للأشقاء السورين بدء من الخبز ومرورا بالحرية وانتهاء بمحاربة الفساد وتطوير مرافق الدولة المترهلة وتطوير آليات السوق وإطلاق الحريات العامة للأفراد والجماعات المدنية وغيرها والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإطلاق حرية الإعلام ووقف تغول الأجهزة الأمنية على الحياة السياسية وعلى كرامات المواطنين وحريتهم.
نعم هناك الكثير الكثير ولكن وللحقيقة إنني ومن خلال موقعي كمراقب أرى أن القيادة السورية بدأت تفكر جديا في استيعاب حركة الشارع السوري والتعاطي مع رغبات المواطنين السورين لانها وطنية التوجه قومية الموقف وهي ليست بعيدة عن نبض شارعها ولكن الأحداث تتسارع والمؤامرة ترتفع وتيرتها وهي لا تفسح الطريق أمام الإصلاح وأمام التغير ولكنها تدفع باتجاه احتدام الصراع بين المواطنين وأجهزة الدولة وهي تسير باتجاه مخطط يخدم المؤامرة التي تستهدف سوريا الشقيقة.
نعم هناك الكثير الكثير مما ينتظر سوريا الشقيقة ولكني أتمنى على الدولة والقيادة السورية التي نحبها ونحترمها ونحترم مواقفها الوطنية والقومية ان تفوت الفرصة وتفرغ المؤامرة بامتصاصها وكشفها وتعريتها وان تستجيب لرغبة الشارع السوري ودون إبطاء وان لا تغلب الحل الأمني على سواه وكذلك أتمنى على أشقاءنا المواطنين السورين الشرفاء أولئك اللذين غايتهم الإصلاح وغايتهم الحق والعدالة أن لا ينساقوا وراء شعارات براقة وان يتبعوا كلمة الحق التي يراد بها إحقاق الحق وليس الباطل وإنني أسال الله العلي القدير أن يجنب الأشقاء في سوريا أي مكروه وان يحمي الله سوريا.
أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا *