الذكرى الثانية لوفاة الأستاذ المرحوم صبحي محمد العمري
ها قد مر عامان على رحيلك يا أبا الرجال..... ها قد مر عامان وكأنهما دهرٌ.......
لقد مرت كل دقيقة ودقات القلب تنبض وتقول آه يا أبا الرجال
لقد تركت فراغاً في القلب أكبر من مساحة الوطن؛ بل أكبر من مساحة العالم بأكمله ، كنت العين التي أرى فيها والقلب الذي ينبض بالحياة فقد رحلت ولم يعد للحياة أي طعمٍ أو معنى....
أحاول يا أبا الرجال دون جدوى ان أتقبل الوضع الحالي ، أحاول ذلك من أجل الأولاد فعزائي الوحيد لفراقك هم الأولاد، فهم من رائحتك العطرة فكم كنت أن أتمنى من الله أن تجني الثمار التي رعيناها سوياً حتى نضجت وها قد رحلت يا أبا الرجال دون أن تفرح بواحد من أبنائك
إن سألتني يا أبا الرجال عن الأولاد فسأخبرك عنهم
علاء يا أبا الرجال أسد وكلمة أسد لا تكفيه فأنت في آخر ساعاتك قلت له أريدك أن تكون حوتاً ولا أدري ما سبب ذلك ! إن علاء سائرٌ على نهجك وقد اقتبس منك الرزانة والحكمة والعقل وحسن التصرف فنعم ما تركت يا أبا الرجال وادعو الله ان يوفقه ويسعده ويعطيه الصحة والعافية التي حرمت أنت منها.....
وإن سألتني عن دعاء فهي قد التحقت بالمعهد القضائي فكم كنت سعيداً من أجلها فأنت الذي شجعتها على الدخول في السلك القضائي؛ ودعاء يا أبا الرجال قد اقتبست منك الكثير من الصفات وهي تفتخر بك دائماً امام الجميع وتردد كلماتك وتفتقدك كثيراً ولا تحب ان يقال لها ابنة المرحوم فهي تشعر دائماً انك موجود معها واتمنى لها التوفيق والنجاح والسعادة في حياتها العلمية والعملية.....
أما ان سألتني عن آخر العنقود غيداء فهي توشك على التخرج من كلية الصيدلة وسيكون تخرجها في شهر حزيران من هذا العام ان شاء الله ، ما زلت اتذكر كيف كنت تناديها "غيد" فقد كنت دائماُ تشعر بأنها طفلة وتدللها كثيراً وكنت دائماً تتمنى لها بعد تخرجها ان تلتحق بالمدينة الطبية وسأسعى لذلك يا أبا الرجال
أما إن سألت عني فأنا أحاول أن اكمل مسيرتك التي بدأت وأن امضي على نهجك في تربية الأولاد وادعو الله ان يكون معي ويساعدني على تحقيق أحلامك وإسعاد الأولاد وأن أفرح بهم جميعاً .....
نم هانئاُ قرير العين فدعاؤنا لك أن يحتسبك الله شهيداً عنده وأن يدخلك الجنة ويطعمك من ثمارها ويسقيك من مياهها
وأخيراً لا يسعني إلا ان اقول "إنا لله وإنا اليه راجعون" ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم بارك له وصل عليه واغفر له واورده حوض رسولك صلى الله عليه وسلم
زوجتك المخلصة أم علاء
هذا الرثاء مهدى من زوجته المربية الفاضلة هيا الحديدي وابنائه المهندس علاء والمحامية دعاء والدكتورة غيداء.