جماعة الأدب في أبوظبي تستضيف الروائي زياد أحمد محافظة

المدينة نيوز - استضافت جماعة الأدب في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الكاتب الأردني المقيم في أبوظبي زياد أحمد محافظة، في أمسية ثقافية بمناسبة صدور روايته الجديدة "يوم خذلني الفراشات "، الصادرة عن دار الفارابي ببيروت. وقد شهد الأمسية رئيس جماعة الأدب الشاعر الإماراتي سالم أبو جمهور، وأعضاء الجماعة وعدد من النقاد والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وقد استعرض محافظة العتبات والمناخات التي رافقت كتابة روايته، مشيراً إلى أن الرواية تلتقط -وعبر ستين عاماًَ من التفاصيل- سيرة رجل أوجعته الحياة في ماضيه، راوغته ولدغته حتى فقد يقينه في كل شيء، لكن حين مدّ له القدر يداً لانتشاله، تشبث بدهاء ومضى يصفي حسابات مريرة مع كل شيء حوله. وتفتح الرواية خطاً للتنقيب في خفايا النفس الإنسانية، والوقوف على خيباتها وانكساراتها وجبروتها، لتعكس صراعات تبدأ داخل النفس الواحدة، ولا يعرفُ إلى أين يمكنُ أن تُفضي. وعبر تنويع في مدارس وتقنيات السرد، تلقي الرواية الضوء على عالم من العلاقات الإنسانية الشفافة، التي تقترب وتبتعد فيما بينها وفق ما يقتضيه تصاعد التوتر الروائي في العمل. أما الرسم الدقيق لشخصيات الرواية، فجاء معبراً عن حالة القلق الساكن في أعماق كثير من شخوص العمل، بحيث تربك الرواية بوصلة القارئ، وتفقده القدرة أحياناً على فهم سلوك الشخصيات أو التنبؤ بتصرفاتها.
وتحدث محافظة في الأمسية حول الأدب السياسي والرواية السياسية، مشيراً إلى السياسة ظلت تمشي في الرواية العربية على استحياء، وظلت السياقات التي تعبر فيها الرواية عن الواقع السياسي، ضيقة ومحدودة، فكان اللجوء للرمز، والأقنعة، والاتكاء على التاريخ والماضي والموروث، وسيلة لتقادي الصدام مع واقع سياسي ظل على الدوام يقدم خطاباً مضللاً، بدل أن يقدم للمجتمع مشروعاً تنويراً صادقاً.
وأضاف أن الإشكالية التي تواجه من يتصدى لمثل هذا النوع من الكتابة، هي صعوبة تشكيل عالم روائي من قضايا محتقنة، وبالتالي بناء لغة روائية قادرة على التعبير عن كم هائل من الإحباط والخذلان والانكسار بطريقة شفافة ولغة ممتعة، فالأدب السياسية يفترض به أن يفكك القضايا الأساسية في مجتمعاتنا، عبر معالجة روائية تبحث في العلاقات الإنسانية للفرد مع ذاته ومحيطه، في ظل نظام سياسي وبنية مجتمع مدني، ومن ثم تمضي لمواضيع أكثر دقة كإخفاق السلطة، والفساد السياسي، والتضليل، والقمع والتهميش، والاستغلال السياسي، وانحراف الخطاب السياسي والإعلامي، وشراسة السلطة وأدواتها.
واختتم محافظة حديثه بالقول إن الكاتب حين يمارس الرقابة على ذاته، فلن يملك يوماً الشجاعة الكافية ليقف أمام الورقة، لأن عليه أن يملك أمام الورقة، ذات الجرأة التي يملكها حين يقف في مواجهة مع الحياة.
يشار في هذا الصدد إلى أن زياد أحمد محافظة، كاتب وروائي أردني مقيم في أبوظبي، يحمل درجة الماجستير في الإدارة العامة. وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين.وكانت قد صدرت له عن دار الفارابي رواية "بالأمس.. كنت هناك ".