لماذا نأكل الأطعمة المالحة جدا؟
دائما ما يحتاج جسمنا إلى الملح لكنه يكتفي بغرام واحد أو غرامين في اليوم، فيما يستهلك الناس ما يقارب 10 غرامات، والرجال يتناولونه أكثر من النساء.
ولا شك أن استهلاكنا يأتي من الملح الذي نضيفه على طعامنا عند طبخه، ولكن ثلاثة أرباعه تأتي من الأطعمة المملحة المصنعة مثل الخبز على أنواعه، واللحوم المصنعة، والشوربة الجاهزة في الأكياس، والأجبان، والوجبات الجاهزة، والبيتزا، والمعجنات المالحة، والساندويشات، والتوابل، والكورن فلكس، والبسكويت، وبعض أنواع عصير الفاكهة أو المشروبات الغازية. إذ بتلك الطريقة يُضاف الملح إلى القسم الأكبر من المنتجات المصنعة، كما يقول المختص بالتغذية قتيبة محيسن.
لماذا يُضاف الملح؟
في الماضي وقبل شيوع استعمال الثلاجات بين الناس كان سبب إضافة الملح هو حفظ الأطعمة، فتمليح (اللحوم والأسماك مثلاً) يبطئ عملية تكاثر الجراثيم ومن ثم يخفف من خطر تسمم الأطعمة. أما اليوم فإن إضافة الملح للأطعمة المصنعة يرتبط بالمذاق؛ فطعم الملح الظاهر في بعض المنتجات يثير انجذابنا الفطري للملح، كما هو الحال في التدخين، وفق محيسن.
ويستعمل الملح لتغطية بعض العيوب في المذاق، وفي هذا الإطار، طوّر مصنعو المشروبات الغازية طريقة شديدة الفعالية، بحيث يُظهر الملح الطعم الحلو بوضوح، ويخفي المذاق المرّ أحيانا، في حين يُخفي السكر بدوره المذاق المالح.
كما لا يدرك كثيرون وجود الملح في المشروبات الغازية وبالتالي يزيد الشعور بالعطش فيشربون منها من جديد. إلى جانب ذلك، يحبس الملح الماء في الأنسجة، وبالتالي يستفيد منه بعض المصنعين بزيادة وزن بعض المنتجات كاللحوم والأسماك، وبعض الوجبات الجاهزة.
هل يعتبر تناول الأطعمة الشديدة الملوحة خطرا على الصحة؟
عندما كان التمليح من أبرز وسائل حفظ الأطعمة كانت المعدة هي العضو الأكثر تأثرا بكمية الملح الكبيرة؛ ما يجعلها الأكثر عرضة للإصابة بأمراض السرطان. واليوم أيضا تعاني المعدة من زيادة في استهلاك ملح الطعام؛ ما يجعل كبار مستهلكي الملح معرضين للإصابة بالسرطان أكثر بمرتين إلى 3 مرات عن غيرهم، بحسب الأخصائي محيسن.
من ناحية أخرى، يؤدي استهلاك الملح بكثرة إلى فقدان الكالسيوم عبر الكلى؛ ما يؤثر سلبا على العظام عند الطفل أو المراهق ومن ثم يزيد من خطر إصابته بترقق العظام.
في أيامنا هذه، تصيب آثار الملح الضارة القلب والدماغ؛ إذ يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يسبب أمراضا في القلب والدماغ كالجلطة الفجائية أو التراجع التدريجي في القدرات العقلية.
إن استهلاك الأشخاص لرقائق البطاطا كالشيبس أو البسكويت المملح وغير ذلك، لا تؤذي إذا استهلكوها مرة واحدة في الأسبوع، وفق محيسن، إلا أن تناولها بكثرة يُلحق الضرر بالصحة، فالبسكويت والشيبس المملح والمقبلات المالحة الأخرى تجمع مساوئ كثيرة، فهي غير أنها مالحة جدا، غنية بالسكريات سريعة الاحتراق، وتركيبتها المقرمشة تعطينا شعورا برغبة تناولها أكثر.
من أهم النصائح
أولى نصائح محيسن، هي أن يكون استهلاك الأشخاص معتدلاً من اللحوم المصنعة مثل: المرتديلا، السلامي، إلى جانب الشوربة الجاهزة والبسكويت والشيبس المملح والمكسرات والبيتزا والمعجنات المالحة.
الإكثار من تناول الخضار والفاكهة وخاصة الغنية بالبوتاسيوم كالموز الذي يقضي على تأثير الملح السلبي (في الجسم مضخة تسمى صوديوم - بوتاسيوم، تعمل على تعادل أملاح الخلية لدى الإنسان ومن ثم لا يحدث احتباس للسوائل في جسمه).
التخفيف تدريجيا من كمية الملح عند الطبخ لكي يستطيعوا الاستغناء عنه قدر الإمكان، وعدم إضافة الملح إلى وجباتهم وتجنب وضع المملحة على طاولة الطعام، حتى وإن لم يجدوا لذة في الطعام قليل الملح، عليهم بمقاومة الرغبة في إضافة الملح لمدة شهر، بعد تلك الفترة فإن حاسة الذوق ستصبح أكثر حساسية على المذاق المالح، وسيحتاجون بعدها إلى كمية قليلة جدا من الملح في الفم للشعور بلذة في الطعام، واستبداله بالأعشاب والتوابل وعصير الليمون.