ما حقيقة لعنة جائزة نوبل وتدميرها لمسيرة كل من حصل عليها
المدينة نيوز: أشار فريق بحثي من كلية إدارة الأعمال في جامعة نورث وسترن الأمريكية، إلى أن لعنة جائزة نوبل الدولية، والتي تُعد أعلى جائزة علمية في العالم، حقيقية، وذلك في دراسة مقارنة أجروها على 20 عالمًا حائزًا على الجائزة، حيث تم اختيارهم عشوائيًا، ومقارنة أعمالهم بعد الفوز، مع أعمال باحثين عاديين.
وأكدت الدراسة، أن الحائزين على جائزة نوبل وخاصة في مجالي الفيزياء والطب، يصبحون أقل تأثيرًا في مجال عملهم لنحو عامين من فوزهم بالجائزة المرموقة، مما يعطي ذلك بعض الأمل للأشخاص الأقل براعة منهم، والذين لا يتوقعون حتى الفوز بجائزة نوبل على الإطلاق، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم الأربعاء.
وقالت الصحيفة: "حتى أولئك الذين حققوا أرقى جائزة في العالم مقارنة مع الجميع، قد يضطرون إلى التعامل مع خيبات أمل مهنية"، حيث وجدت الدراسة أن أعمال الفائزين بجائزة نوبل خلال العامين بعد فوزهم، كانت في الواقع أقل تأثيرًا، من حيث عدد المرات التي يتم الرجوع إليها من قبل أشخاص وباحثين آخرين.
ونظر الفريق البحثي الأمريكي، إلى عمل فائزين بجائزة نوبل بعد فوزهم، في مجال الفيزياء والكيمياء والطب وعلم وظائف الأعضاء، خلال القرن الماضي، حيث تبيّن أن تأثير عملهم الذي انتجوه، انخفض في السنة التي تلت فوزهم، بمتوسط 11%، وذلك استنادًا إلى عدد المرات التي اُستشهد بأعمالهم من قبل باحثين آخرين، مقارنة مع أوراق بحثية أخرى في نفس المجال، وأنتجت في العام نفسه.
وكان الانخفاض أكثر حدة بالنسبة للفيزيائيين، بنسبة 18.1% اعتمادًا على اقتباسات أعمالهم من قبل باحثين آخرين، يليهم الفائزون بجائزة نوبل للطب، والذين شهدوا انخفاضًا بنسبة 13.4% في تأثير أبحاثهم.
وجاء في الدراسة أيضًا، أن العلماء الفائزين بجائزة نوبل، نهضوا مجددًا بحلول السنة الرابعة من فوزهم بالجائزة، وذلك مع عدد أكبر من أقرانهم الباحثين العاديين، والذين يستشهدون بعملهم مرة أخرى.
وخلصت الدراسة التي نشرت في مجلة Royal Society Interface العملية البريطانية، إلى أن الحائزين على جائزة نوبل، كانوا منتجين نشيطين منذ البداية، وإنتاج أعمالهم كان لها تأثير كبير بشكل غير عادي، وكانت حياتهم المهنية قبل الفوز بالجائزة تتبع أنماطًا متشابهة نسبيًا للعلماء العاديين، والتي تتميز بزيادة الاعتماد على التعاون.
وبعد فوزهم بجوائز نوبل، فإنهم يميلون لنشر ضعف عدد الدراسات التي نشرها العلماء الآخرين في نفس المجال، والذين بدأوا حياتهم المهنية في العام نفسه.
وعزت الدراسة ذلك، إلى أن الفائزين بجائزة نوبل عملوا على تغيير اتجاههم البحثي، وتغيير موضوع البحث بعد فوزههم بالجائزة.