شكوك حول اقتباس مسلسل "الفتوة" من روايات "نجيب محفوظ"(فيديو)
أثار مسلسل "الفتوة" حالة كبيرة من الجدل، مع بداية عرض أولى حلقاته في شهر رمضان المبارك، وسط هجوم كبير واتهامات بأن العمل مقتبس وتتشابه أحداثه مع ما جاء في روايات الأديب نجيب محفوظ عن الفتوات والحرافيش، دون الإشارة إلى ذلك من قبل صناع العمل.
وجاء الهجوم على المسلسل والربط بينه وبين أعمال أديب نوبل، وتحديدًا رواية "أولاد حارتنا"، من خلال أوجه التشابه التي تمثلت في "المكان والزمان"، إذ إن أحداث المسلسل في منطقة الجمالية وهي ذات المكان الذي دارت فيه أحداث رواية "أولاد حارتنا".
أما من حيث الزمان فـ"الفتوة" تدور أحداثه في العام 1850، وهو ذات زمن الفتوات والحرافيش في "أولاد حارتنا"، بالإضافة إلى أن اسم ياسر جلال في المسلسل هو "حسين الجبالي" ذات الاسم الذي دارت حوله قصة الرواية أولاد "الجبالي"، وكان هو الفتوة الأكبر.
"تركيبة الفتوة التي يدور حولها العمل الدرامي هذا العام، فيها تشابه كبير بين الفتوات التي كانت في عمل الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهي التي يكون فيها الفتوة ليس بلطجيًا، بل يحمل من القيم والمنطق الكثير، وتلك مواصفات الحرافيش"، بحسب ما قالته الناقدة الفنية ماجدة خيرالله.
ونوهت خير الله في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" إلى أن العمل فيه تشابه، لكن لا يمكن القول إن هناك سرقة، لكون المسلسل لم يكتمل، والحكم عليه بعد عرض الحلقة الأولى فقط فيه تسرع.
وتابعت:"قد تكون تركيبة (الحرافيش)، أما الحدوتة كلها فستظهر بعد إذاعة باقي الحلقات، فحرافيش نجيب محفوظ معروفة، وهي عدة قصص وبها عدة فتوات، وبعضها ينتهي بهزيمة الفتوة، وفي أخرى ينتصر".
ونفى الفنان المصري ياسر جلال، بطل العمل، وجود أي علاقة بين "الفتوة" وأعمال الأديب نجيب محفوظ.
وقال جلال خلال تصريحات صحفية إن أحداث القصة مختلفة تمامًا عن رواية (الحرافيش) للكاتب الراحل نجيب محفوظ، لافتًا إلى أن فكرة العمل تدور في إطار حدوتة شكلها مختلف، وتقدم علاقات إنسانية مختلفة، وهو مسلسل اجتماعي يعكس شكل الحارة المصرية، ولا علاقة له بفيلم (الفتوة) للفنان الراحل فريد شوقي.
مؤلف المسلسل هاني سرحان، قال إن التشابه قد يكون أنه في نفس الفترة التي دارت فيها أحداث الفتوات والحرافيش، لكنه مختلف تمامًا عما تم تقديمه من قبل.
وأكد سرحان في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن فكرة المسلسل جديدة، حيث أن الشر لا يموت في نهاية العمل كما هو متعارف عليه، لافتًا إلى أن العمل لا تعتمد أحداثه على جانب واحد، لكنه يجمع الأكشن، والرومانسية، والكوميديا.
وشدد على أن القصة جديدة على الدراما التي تُقدَّم في مصر، وبداخلها الكثير من الصراعات النفسية والاجتماعية، مؤكدًا أنه شرف كبير الجمع بين الفتوة وأي عمل آخر لنجيب محفوظ، لكن المقارنة صعبة جدًا، ولا يمكن لأي مؤلف أن يقارن.
لكن الناقد الفني طارق الشناوي يرى أنه يجب الانتظار لعرض أكثر من حلقة للحكم على المسلسل قائلًا:"لسه بدري أوي، خلينا 3 أو 4 حلقات بعد ذلك نحكم، صعب نأكد أو ننفي من حلقة".
وأشار الشناوي خلال تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إلى أن الدخول لزمن الحرافيش يكون عامًا، فعمل فتوة في زمن الحرافيش لا يمثل مشكلة، أما تقديم تفاصيل قدمها الأديب نجيب محفوظ دون الإشارة لها فهنا تكمن المشكلة.
وتحدث عن أن الدخول في زمن الحرافيش لا يعد اقتباسًا، بل مباحًا، والفتوات كانوا عنوانه، ويتمتعون بقيم أدبية، وليس مجرد رجال بعضلات، بل كانوا يقيمون العدل.
وأوضح أن التشابه بين دور أو أداء ياسر جلال وعزت العلايلي في الحرافيش، ليس يقينًا، ولا بد من الصبر والانتظار، والحقيقة ستبدو في التفاصيل خلال عرض باقي حلقات العمل.