وزارة التربية والتعليم إلى أين ؟
بمراقبة الظروف الصعبة التي عصفت بوزارة التربية والتعليم خلال السنوات السابقة يجد المطلع بان النتائج الناشئة عن تلك الظروف قد آلمت كل بيت أردني, رجوعا إلى أسئلة التوجيهي الخطأ ثم إلى تدمير مؤسسة الوزارة عن طريق تصفية الكفاءات فيها بالصف الأول وبعض الصف الثاني بطريقة مزاجية وبدون أساس مدروس وغيرها وغيرها من الألغام التي زرعها الوزير المقال وليد المعاني طيب الله ثراه, وسلمها إرثا صعبا إلى الوزير الذي تلاه .الوزير الذي لم يستقر على كرسيه لحظة واحدة مما دفعه إلى التفكير في إيجاد مظلة أو ترس عشائري يقيه عواقب القرارات الجريئة أحيانا والخاطئة أحيانا أخرى, تلك المرحلة بكل ما فيها من أخطاء كانت بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير, وجعلت المعلمين يطالبون بالتغيير وولدت لديهم فكرة تأسيس النقابة التي تحميهم من التخبط ومحاكاة باقي موظفي الدولة الذين يتميزون عنهم بأشياء كثيرة ,تلك المرحلة المرة العصيبة التي أطاحت بمعالي الدكتور إبراهيم بدران ولا زالت آثارها مستمرة حتى الآن وكانت تتطلب وقائع معينة قد انتهت مخلفة للأسف الدمار في جهاز التعليم .
إن تكليف الدكتور تيسير ألنعيمي وزيرا للتربية ابن الوزارة برأيي كان قرار حكيما , هذا الشخص الذي عرف عنه الكفاءة والمهنية وقوة الشخصية والقدرة على صناعة القرار, فأهل مكة أدرى بشعابها , لمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه وعملية الترميم تلك تحتاج إلى روح الفريق وتضافر الجهود والعمل أمام مايسترو واحد , ولكن ما يحدث اليوم وكواقع حال يجد المطلع أن وضع الوزارة أصبح أشبه بالعربة التي حملت بأكثر من حمولتها فقائد عملية الإصلاح التي نادي بها جلالة الملك حفظه الله ورعاه يبدو للعيان انه يعمل مع فريقه الممثل بالثلاثة أمناء العامين, ولكن الحقيقة أنه بواد ومن حوله بواد آخر, بدليل انه قد قام بنقل مدراء مكاتب الأمناء العامين إلى مواقع أخرى داخل الوزارة بدون الرجوع إليهم , ومن هنا نجد أن معاليه يوجه البوصلة بشكل جيد بالرغم من وجود تأثير مغناطيسي مخالف عن طريق الأشخاص من حوله .
وعلى ذلك فلا بد من إعادة ترتيب الأوراق داخل أروقة الوزارة يشكل يتوافق مع ما هو منشود فالوزارة بحاجة إلى أمين عام واحد, يتمتع بالقوة والقدرة على التناغم مع قائد عملية الإصلاح في الوزارة كي تسير المركبة الإصلاحية بكفاءة وفاعلية في هذه المرحلة العصيبة والدقيقة والحرجة والله الموفق .