عودة إلى نظريَّة المؤامرة..
![عودة إلى نظريَّة المؤامرة.. عودة إلى نظريَّة المؤامرة..](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/82637.jpg)
ما يحدث اليوم في العالم العربي يؤرق العين ويدمي القلب , ويجعل كل إنسان يعيّ ويدرك كلمة (وطن) يتألم ويرثي الوضع العربي الأليم الذي تمر فيه العديد من الدول العربية هذه الأيام .
إنما جرى في العراق .. ولازال يجري وكذلك في السودان , والصومال .. وسقوط نظام الحكم في تونس , وتخلي الرئيس حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية،والأوضاع المضطربة التي تشهدها البحرين وليبيا والمغرب. يجعلني أعيش في غيبوبة وينتابني شعورٌ بالأســـــى والحزن لما يحدث .. فعندما أفكر بذلك الذي جرى في تونس بما يسمى بالانتفاضة كما يصفها الكثير وأنا لا أرى ألا هي نكسة تاريخية للشعب التونسي بأكمله سوف يتجرع كأس أساها خلال الفترة المقبلة. وكذلك الحال في مصر وبقية الشعوب العربية.
إن التونسيون بصنيعهم وحرقهم احد المواطنين يقدمون تونس على طبق من ذهب لاؤلئك الذين حاكوا المؤامرة عليها ... وقدموا لهم يد العون والمساعدة لإنجاح ما خٌطط له في تونس ثم في بقية البلدان العربية واحدة تلو الأخرى .
لقد كان الوضع في تونس آمنا مستقرا بغض النظر عن ما يحدث من ظلم وفساد وجوع فإذا توفر الأمن يستطيع الإنسان البحث عن الرزق والسعي له حتى وان تطرق الأمر إلى أن يهاجر بعيدا عن وطنه وأهله إلا أنه آمن ولن يجلب ويكسب إلا ما كُتب له والعكس صحيحا عندما يكون الإنسان في حالة خوف وهلع وعدم استقرار فلن يستطيع حتى الخروج من بيته فنلاحظ قولة تعالى من سورة النحل : (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) استدلالا لما سبق ذكره وهذا بلاء من الله عظيم .
استخدم الغرب الظروف الصعبة التى تمر بها مصر والمنطقة العربية منذ اعوام قليلة من زيادة في الاسعار ثم ارتفاع معدلات البطالة مع فساد اداري واسع المدى وقهر واستبداد للشعب في انشاء وكالات ومنظمات معادية تلعب دور هام في زعزعة امن واستقرار منطقة الشرق الأوسط .
ولأن دور مصر ووجودها الجغرافي له التأثير الأكبر في المنطقة فلم يكن من السهل التمكن منها بأمور بسيطة متسلسلة كما حدث مع بعض البلدان الاخرى وكان لابد من حدث اعظم يهز اركانها من جميع الجوانب وبدات العملية في بث روح الانتفاضة الداخلية للشعب المصري مستخدمة الاعلام الموجه والمأجور المباشر وغير المباشر وأطرقت واستبقت الاحداث وراحت تعلن مسبقا في جميع وسائل الاعلام العربية والغربية ان مصر اصبحت وشيكة دخول صراع داخلى وصراع طبقي نتيجة ازدياد معدلات البطالة وتمركز رأس المال في اشخاص بعينها دون بقية الشعب اضافة الى الاستبداد والقهر اللذي يلاقية الشعب على يد اصحاب السلطة.
كما بدأت في استقطاب واعداد افراد داخل البلاد وخارجها افراد مثقفة عربية ومصرية واجنبية و وتدريبهم على اعلى المستويات والصرف عليهم ببذخ كما راحت ايضا تساوم رجال المعارضة ومراكزها لكسبها في صفوفهم وخدعنهم بأحلام وردية ووعود زائفة في حقهم في المطالبة بالحكم وارست مكاتب لتمويل وتجنيد العديد من الداخل والخارج .والكثير من الفئات المختلفة ليكونو صفوف شعبية لها القدرة على التعامل وتنفيذ مخططات قذرة.
طبعا الغرب من حقه أن ينفي تهمة التأمر ولكن الشمس لا تحجب بغربال فالحملات الصليبية معروفة ومذكورة وبعدها الإستعمار عن بعد عن طريق سايكس بيكو وبعدها وعد بلفور واخيرا وليس أخر كامب ديفيد وخارطة الطريق .
إن هذا الإعصار السياسي العاصف والبطيء في الحركة الذي يعصف في ساحة المنطقة هو مؤامرة خارجية لإطاحة أنظمة الحكم العربية وزعزعتها واحدة تلو الأخرى ..!!
إذا ما هو دور الشعوب العربية إن كان ما قلته صحيحا ؟؟
وإن لم يكن صحيحا فهل تسعى تلك الشعوب إلى دمار نفسها بنفسها يا ترى ؟
إن ما يجب علينا عمله جميعا هو التصدي لهذه المؤامرات وحرق جذورها لا بحرق أنفسنا .. يجب علينا التصدي لها بالحفاظ على مبادئنا وقيمنا والحفاظ على امن بلادنا وحرق فكرة الفساد وأفكار المفسدين الذين يمهدون الطريق لمثل هذه المؤامرات.