في رمضان.. تونسيون يلقون أمهم المسنة في الشارع (صورة)
المدينة نيوز: هزّت حادثة إقدام أبناء على إلقاء أمهم المسنّة في الشارع فجر الأحد، الرأي العام في تونس الذي استنكر مثل هذا التصرّف خصوصًا في شهر رمضان الذي يفترض أن تزداد فيه العلاقات الأسرية متانة وقربًا.
وأكّد مصدر من وزارة شؤون المرأة والأسرة وكبار السن في تونس لـ "إرم نيوز" إنّ "الوزارة تعهّدت بالمرأة المسنّة التي عُثر عيها ملقاة على رصيف أحد الشوارع بمدينة سيدي بوزيد بالوسط الغربي لتونس، وإنّها ستتكفّل بتوفير كل ما يلزمها من مأوى ومأكل وملبس".
وبالتوازي مع ذلك تحركت النيابة العامة وفتحت تحقيقًا قضائيًا في الموضوع للتعرف إلى هوية المرأة وهوية أبنائها الذين تخلصوا منها في انتظار استدعائهم للتحقيق معهم ومساءلتهم قانونيًا، وفق ما أكّده مصدر قضائي لـ"إرم نيوز".
وكشف مصدر أمني أنه تمّ فجر اليوم الأحد، العثور على عجوز مقعدة وعاجزة عن الوقوف بأحد شوارع مدينة سيدي بوزيد بعد أن تخلى عنها أبناؤها ولاذوا بالفرار.
وتولى أعوان الأمن بمحافظة سيدي بوزيد، إعلام السلطات ونقلها إلى المستشفى المحلّي بالمدينة لتلقي الإسعافات اللازمة قبل التعهّد بالمرأة وتوفير كل ما يلزمها للعيش بكرامة، وفق المصدر ذاته.
وأشار المصدر إلى أن العائلة تتكون من 9 أبناء أصيلي مدينة سبيطلة (من محافظة القصرين المجاورة) ويقطنون بأحد أحياء سيدي بوزيد أقدموا على إلقاء والدتهم في أحد الشوارع وأنّ البحث جار البحث عن منزلهم والتثبت من هويتهم.
وقد ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأحد، بتعليقات غاضبة وسط دعوات إلى تسليط أقسى العقوبات على الأبناء.
وكتب عادل الدامرسي "الله في الوجود وكل إساءة للوالدين حسابها في الدنيا قبل حساب الآخرة"، مضيفا "الله اللطيف، هل انعدمت الرحمة من الدنيا؟".
من جانبه، علّق عبدالرحمن الطرابلسي، أنّ أبناء هذه المرأة سيلقون جزاءهم في الدنيا إلى حين يلقوا ربهم"، مضيفًا: "الله لا يزيدهم غير العذاب، حسبي الله ونعم الوكيل".
واعتبرت كريمة بن مهيرة في تعليق غاضب أن "مثل هؤلاء هم سبب الوباء... لو عندي القرار والسلطة كنت أمسح وجودهم من تونس دون محاكمة، الإعدام ورمي جثثهم الكلاب".
وقالت منية يحياوي "يُمهل ولا يهمل، كل هذا الذي فعلوه بحقّ أمهم إن شاء الله وبإذن الله سيجدون جزاءهم وسيواجهون نتائجه في الدنيا".
وعلّق قيس بن عياد "الجنة تحت أقدام الأمهات ويُقال إن الإنسان إذا ماتت أمه يقول ملكان في السماء لابنها ماتت التي كان الله يكرمك من أجلها... فكيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بأن يقدموا على مثل هذا الفعل الشنيع".
ويواجه الأبناء الذين لم يتم حصر عددهم وهوياتهم، عقوبات بالسجن بتهمة العقوق، وستقوم النيابة العامة بالتكييف القانوني للوقائع لتحديد حجم العقوبة التي تتراوح بين سنة وسنتين سجنًا إضافة إلى عقوبة مالية تُقدّر بألف دينار (حوالي 350 دولارًا) بحسب الفصل 319 من المجلة الجزائية في تونس.