دفن المغني الجزائري إيدير بفرنسا يثير الجدل
المدينة نيوز: أثار إعلان أسرة المغني الجزائري الراحل إيدير، عن دفنه بالضاحية الباريسية، بدل نقل جثمانه إلى بلاده، جدلا في الأوساط الثقافية والسياسية.
وبررت ابنة الراحل "تانينا" ذلك، بأن مراسم جنازته ستقام بفرنسا بسبب الوضع الصحي الراهن، في ظل التدابير المشددة للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وتوفي، الفنان الجزائري الأمازيغي "إيدير"، عن عمر ناهز 71 عاما، فجر الأحد، بمستشفى "بيشا" الفرنسي، إثر صراع طويل مع مرض عضال، واسمه الحقيقي حميد شريت.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون معزيا: "إن بلاده تفقد بوفاة إيدير هرما من أهراماتها"، وكذلك فعل رئيس الوزراء عبد العزيز جراد ووزيرة الثقافة حين تحدثا عن عطاء الفنان الراحل.
وحظي إيدير بشهرة كبيرة في الجزائر وأفريقيا، إذ تجاوزت حنجرته وأغانيه حدود بلاده، وعرف بأغنية لافتة يرددها الشباب والشيوخ في منطقة القبائل "أفافا إينوفا"، وكان يرفض الغناء في بلاده لأسباب قيل إنها سياسية رغم أن أغانيه لم تكن ممنوعة.
ولا يعتقد مثقفون ونشطاء جزائريون أن ذلك هو السبب الوحيد لرفض أسرة أيقونة الأغنية الأمازيغية، نقل جثمانه إلى منطقة تيزي وزو شرقي العاصمة، ويربطون الأمر بموقف سياسي من العائلة.
وقالت ابنة الراحل "تانينا" في رسالة رثاء، إن "الخوارزميات ليست ذكية كما البشر لأنهم لا يستطيعون حساب الحب، إن الحب يتجاوز الزمان والمكان".
وشددت تانينا: "أحبك يا أبي، أتمنى لك رحلة سعيدة، على أمل أن نجد أنفسنا في أكواننا المشتركة"، مفجرة بذلك تساؤلات عن سبب اختيارها فرنسا لدفن والدها وليس الجزائر.
وكتب الأستاذ بجامعة الجزائر، عبد العزيز بوباكير، على صفحته بموقع فيسبوك: "ستكون وصمة عار في جبين الجزائر، لو دُفن ايدير في غير بلاد القبائل.."، موحيًا إلى موقف سياسي.
ورد عليه الناشط حجازي محمد: "ليست الجزائر من تقرر أين يوارى جثمانه الثرى، ابنته قررت أن التراب الفرنسي أحن على جثة أبيها من التراب الجزائري !".
وعلق آخر: "الأرض لله أينما دفن فمرجعنا إلى الله جميعا، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وماتدري نفس بأي أرض تموت".
وكتب مدون آخر يدعى ضياء الدين، أن "إيدير مجرد مغنّ قبائلي كان يحمل همومًا ثقاقية معينة، ولم يكن يحمل هموم الشعب الجزائري ككل؛ وهو لم يكن منفيًا ولا ممنوعًا من دخول الجزائر حتى نتكلم عن مكان دفنه، فهو عاش في فرنسا، ليس لدينا الحق قول إنه عاش فرنسيا..".
وانتقد النائب بالبرلمان شافع بوعيش، ما وصفه بـ"العنصرية في الجزائر، التي تُغذيها فقط النخبة البائسة، فرانكوفونية كانت أم معرّبة..أما المواطن البسيط من الجلفة (الصحراء) يسمع أغاني إيدير، والمواطن البسيط في بجاية (منطقة القبائل) يسمع أغاني خالد نجم أغنية الراي!".
ودافع بوعيش بصفحته الرسمية في فيسبوك، على مسيرة إيدير الفنية، وذكر أنه غنى بالعربية والأمازيغية ولم تكن له عقدة مع العربية حين رافق الشاب خالد في أغنية "وين الهربة وين"، وفق تعبيره.
وقال آخرون: "إن إيدير فنان جزائري ترك رصيدا غنائيا مهما، وإن الخوض في تفاصيل دفنه خلق الص