رواية "للسعادة وجه آخر" لرانيا بيومي .. البحث عن الذات في عالم مشحون بالكراهية
المدينة نيوز: تدور رواية "للسعادة وجه آخر" الصادرة حديثا، للكاتبة المصرية رانيا بيومي، حول البحث عن الذات في عالم تتجاذبه أحقاد الإيديولوجيات والصراعات السياسية.
وتتنقل أحداث الرواية بين أروقة مبنى الأمم المتحدة والطرقات الضيقة في أراضي الجماعات المتطرفة، لتجد بطلتها أمل؛ الفتاة السكندرية نفسها عالقة بين تناطح أمراء الحرب من الغرب والشرق.
وتواكب الرواية التقلبات النفسية لأمل ومرورها بمراحل من التألق والحب والصحة وصولا إلى الوحدة والتيه والمرض والتشتت.
تقول الكاتبة بلسان الراوي العليم: "تركتهم جميعا ودخلت الغرفة التي يرقد بها في سكون أبدي، اقتربت منه ووجهها باسم بشوش كما تعود أن يلتقيها دائما، ألقت بنفسها على صدره علها تسمع المتبقي من دقات قلبه، ولكنها لم تسمع إلا صوت الصمت، احتضنته بكلتا ذراعيها، وهي تخبئ نفسها بين ضلوعه كطفلة صغيرة تبحث عن الأمان الذي سُلِب منها فجأة".
وتأخذ أعمال الكاتبة رانيا بيومي منحًى يدعو للتفاؤل، ولا يخضع لمآزق ونكبات الحياة اليومية، وتركز رواية "للسعادة وجه آخر" على ضرورة تحري الحكمة في كل ما يصادف البشر من مواقف، واختارت الكاتبة لروايتها ألفاظًا سهلة بسيطة قريبة من المحكي، على الرغم من أنها فصيحة.
تقول الكاتبة في موطن آخر من الرواية: "يسقط المسمى الوظيفي أمام نظرة أم لطفلها المريض وهي عاجزة أن تفعل له شيئا، أو كسرة فتاة تم تزويجها مبكرا ولم تكن قد عرفت للحياة معنًى بعد، أو ضعف امرأة حامل لا تملك من هذه الدنيا شيئا.عندها فقط يظهر معنى الإنسانية جليا فوق كل المعاني؛ الإنسانية المجردة من كل اعتبارات أخرى سياسية كانت أم اقتصادية، اجتماعية أم دينية، معنى الإنسانية الذي يجعلنا نساعد ونغفر ونصفح ونتواضع دون التفكير في أي شيء آخر".
وبعد أن وجدت أمل نفسها في قمة العالم، تختطفها جماعة متطرفة، ليكشف تصاعد الأحداث عن جدالات سياسية ودينية، وحواضر متنوعة من الولايات المتحدة إلى إفريقيا وصولا إلى مدينة الرمثا على الحدود الأردنية السورية.
وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قالت بيومي: "نبعت فكرة تأليفي للرواية من مجال عملي في منظمة الأمم المتحدة،لأعوام عدة، ومشاهدتي لتجربة عديد من الزملاء في العمل في أماكن مختلفة. وروايتي (للسعادة وجه آخر) موجهة لكل مهتم بمجال الرواية الاجتماعية، التي تمس جوانب إنسانية، وتتحدث في الوقت ذاته عن مغامرة متفردة من نوعها".
وأضافت: "الجديد في الرواية هو التطرق إلى جانب العمل الإنساني في المنظمات الدولية وطرح تفاصيل كثيرة خاصة بدهاليز العمل في الأروقة الدبلوماسية، الرواية اجتماعية إنسانية بها جانب من المغامرة والسفر إلى بلاد مختلفة والتعرف على الصعاب التي يواجهها العاملون بالمنظمات الإنسانية الدولية".
"للسعادة وجه آخر" من إصدارات دار النخبة للطباعة والنشر والأبحاث، مصر 2020، وتقع في 235 صفحة من القطع المتوسط.
الكاتبة في سطور
رانيا بيومي، روائية مصرية حاصلة على ماجستير في الاقتصاد، سبق أن نشرت رواية "جميلة هي الحياة" عام 2019، وشاركت في تأليف مجموعة قصصية؛ بعنوان "حديث الجدران" في العام ذاته.
وتنشر بيومي مقالات أدبية في دوريات ثقافية عربية عدة.