بترا تسهم بتحفيز مفاعيل الثقافة
المدينة نيوز:- أسهمت التقارير الصحفية الثقافية التي تناولتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) مبكرا، منذ انتشار جائحة كورونا عالميا، بتحفيز مفاعيل ثقافية وفنية وتعظيم حضورها كقوة ناعمة تسهم بتعزيز تكافل المجتمع وتعاضده، وخلق خطاب يبث روحا ايجابية للتعاطي مع تداعيات الجائحة النفسية والاجتماعية المصاحبة لأجواء حظر التجوال والتباعد الاجتماعي والعزلة.
ولأهمية الاعلام في مختلف محطات الحياة ودوره بتعزيز الوعي والارتقاء بالروح المعنوية وتحصينها ومواجهة الاشاعات التي من شأنها التشويه والتضليل والتخريب، اتخذت (بترا) موقعها جنديا في الصفوف الامامية للدفاع عن حياة ابناء المجتمع والمقيمين على ارض الاردن في مواجهة خطر الجائحة، بالسعي لخلق خطاب مواز يتكئ على مفردات القوة الناعمة دون توجيه مباشر، الامر الذي عمل على تعزيز قبول فكرة المكوث في البيت لتلقي مختلف صنوف الابداع بما حملته من رسائل توعوية هادفة، والتفاعل معها.
ومن خلال توظيف إمكانات هذه المفاعيل الثقافية والفنية، تم إيجاد فضاءات ومناخات عبر شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لخطاب ثقافي من التنويعات الإبداعية استجابت له وعبرت عنه جهود الكثير من المؤسسات الثقافية والعديد من الكتاب والفنانين الاردنيين وابناء المجتمع.
وعبر هذه الاسهامات الصحفية التي بادرت بها (بترا) مبكرا ضمن استراتيجيتها بإيلاء الثقافة والفنون اهمية كبرى، ووعيها بالدور الذي يمكن ان يقدمه هذا المجال وانعكاسه الايجابي على المجتمع المحلي، زادت مشاركات افراد ومؤسسات تعنى بالشأن الثقافي والفني في القطاعات العامة والاهلية والخاصة وعلى مستوى ابناء المجتمع.
وهذه المشاركات والادوار التي رصدتها وحملتها (بترا) تنوعت بين التناول الابداعي الفردي او المؤسسي ووضع البرامج الثقافية والفنية والمسابقات، أسهمت بجذب المجتمع بمختلف شرائحه نحوها والتفاعل معها، والتخفيف عنه من تداعيات الحظر والجلوس في البيت والعزلة التي فرضت على الفرد ان ينصت ويصغي لما في داخله وما حوله محاولا الفهم والاستيعاب.
وعملت على تحويل كل ذلك لفتح آفاق من تحولات الابداع الجمعي لتوظف في مسارات تخدم اهدافا عديدةً تبدأ من إشغال الافراد بما هو مسل ومفيد وايجابي ولا تنتهي عند اكتشاف مواهب وابداعات جديدة، بل وتتعداها الى خلق حوار حضاري يرصد الحالة ويعاين التداعيات ويعزز التلاحم والتكاتف لمواجهة هذه الجائحة. وعبر تواصلها المباشر مع المبدعين الذين يمثلون طرف المعادلة الاكثر تأثيرا في الوجدان الجمعي والفكري في مختلف محافظات المملكة لا سيما تلك التي تم عزلها منها او في الاطراف البعيدة، سخرت (بترا) تقاريرها الثقافية كمنصات لهم في ما يريدون ان يعبروا عنه من تداعيات ابداعية وافكار واراء ومقترحات ورسائل ذات اهمية بالغة لما يمكن ان تحدثه مختلف انواع الابداع من اثر ايجابي على الصحة النفسية للفرد وتدعيم الروابط الاجتماعية داخل الاسرة.
كما عملت (بترا) على نقل مساهمات المؤسسات الثقافية الفاعلة وتسليط الضوء عليها عبر نشرتها الثقافية والتي قدموا فيها ابتكارات لطرق ووسائل جديدة تمكنهم من المواءمة بين سلامة افراد المجتمع واستمرارية فعالياتهم الثقافية والفنية، واجتراحهم لأفكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الفضاء الالكتروني لمواجهة واقع وتحد جديد لم يألفوه من قبل ومنها؛ وزارة الثقافة ومسابقتها "موهبتي من بيتي"، والهيئة الملكية الاردنية للأفلام ومسابقتها للفيلم القصير "متر وابعد" إضافة إلى عروضها السينمائية.
كما اولت اهمية لفعاليات مؤسسة عبد الحميد شومان التي تنوعت بين الندوات الحوارية والمكتبة الالكترونية والعروض السينمائية، ومبادرة نقابة الفنانين "خليك بدارك"، علاوة على الامسيات الموسيقية التي تبنتها فرقة اوركسترا بنك الاتحاد، وعدد من الفنانين كمبادرات فردية، وفعاليات مركز زها الثقافي، ونشاطات مراكز ثقافية اجنبية عاملة في عمان، وبمؤازرة من مبادرات فردية وهيئات ثقافية اخرى في مختلف محافظات المملكة.
والدور الفاعل والرئيس الذي أعاد إحياء الحالة الابداعية التي توقفت في حقول الثقافة والفنون بسبب الجائحة، قامت به وزارة الثقافة بداية بإطلاقها "دليل التكيف الاجتماعي والتضامن الانساني في زمن وباء كورونا"، والذي اعقبته بمسابقة موجهة للأسرة لتشجيع المواهب، وقد تكون الاولى في المنطقة العربية وحملت عنوان "موهبتي من بيتي" لتعبر بإيجاز عن رسالتها بجملة "بالبيت جالسين وبمواهبنا مشغولين" في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، وما تتطلبه إجراءات الوقاية من لزوم أفراد العائلة بيوتهم وتقليل حركتهم، وتقديمها لمئة جائزة نقدية أسبوعية، للمواهب المتفاعلة في مختلف الحقول الابداعية.
ومن ابرز ما كشفته تداعيات هذه الجائحة من افكار خلاقة حجز فيها الدور الاعلامي لــ (بترا)، مقعدا في الصفوف الامامية، هو ذاك التفاعل المجتمعي الكبير مع هذه السياقات الثقافية والفنية عبر الفضاء الالكتروني وبالتالي هذا الامر برمته اسهم من خلال اجتراح ادوات وطرائق جديدة للإبداع الى ما يمكن الاطلاق عليه بـ"الثقافة والفنون الرقمية" .