فيلم "مازلت أؤمن" للأخوين إيروين.. رسائل إيجابية خلال الأزمات
المدينة نيوز: يقدم الأخوان جون وأندرو إيروين معالجة درامية حول علاقة الإنسان بالكون من حوله، في فيلم "l still believe" المنتج عام 2020، وهو مأخوذ عن قصة حقيقية تخص المغني الديني جيرمي كامب، ورحلة فقده لزوجته الأولى ميليسا.
وتسير أحداث الفيلم تدريجيا لتكشف عن شاب حالم، يترك بلدته ليبحث عن حلمه في أن يصير كاتبا ومغنيا، بصحبة غيتاره، الذي يمثل يده الطويلة التي تلمس السماء.
ويرسم القدر خطى جيرمي ويجسده كي جي أبا ليكون على ميعاد مع ميليسا وتجسدها بريت روبرتسون، الفتاة المؤمنة بالخالق، على طريقتها، حيث يداعبها أمان غريب هنالك بين المجرات البعيدة.
نصر مؤقت
علاقة الحب التي تنشأ بينهما، تمر بمراحل من التقلب والتأجيل، حتى تصاب ميليسا بورم خبيث في معدتها، إنه سرطان في مرحلة متأخرة، يجبر جيرمي على الزواج منها في أسرع فرصة، وهو ما يجعل مناعتها تقوى على دحر المرض، لكن ذلك لا يدوم طويلا، يعاودها السرطان، وتفارق هذا الواقع لتكمل حلمها في مكان آخر.
ما قبل النقطة الأخيرة
واقعية القصة تضع في الطريق إلى النهاية شوكا تحت الأقدام، ورسائل إيجابية مصاحبة، فما من مفر من النزيف والبكاء، والابتسام كذلك، أثناء مصاحبة دراما الثنائي إيروين، هذا الخلط الجميل بين الواقع والدراما، تكلل بنتيجة شديدة الحساسية للفيلم، فقدرة الصياغة للسيناريو كانت دائما تسند ظهر الممثلين الشابين، ففي طبيعة الحال تكون القصص الواقعية قادرة على نقل المشاعر السلبية في أحداثها الجامدة، لكن "مازلت أؤمن" يقدم خلطا ذكيا بين مشاعر الحب النقي الآتي من بين الأفكار المجنونة، وبين سلاسل الواقع التي تقيد مصير الأبطال.
لسان الموسيقى
وتتجسد في الفيلم طريقة جادة لمعرفة الكون من خلال البحث عن أساليب مختلفة عن النمطية المعتادة، فكان جيرمي دائم الحركة لتطوير موهبته، وعندما التقى المغني الشهير جان لوك ويجسده ناثان دين من أجل اكتساب شيء من خبرته، قال له لوك: "الأمر ليس بالنجاح، بل بما تعطيه أغنياتنا للناس"، فما هو بِهيّن ما تفعله الموسيقى بالمرء.
وعما تفعله الموسيقى، وما تخبره للبشر، وعن تلك الطريقة التي تمسك من خلالها بيد الإنسان، وعن الطريق الذي تسلكه بصحبة الشخص، ما الذي يحدث أكثر من أننا نجلس لنستمع للموسيقى؟ مثلما نستمع لأي صوت آخر، يجيب السيناريو "موسيقاك تساعد الناس على لمس عمق أرواحهم".
ولأن جيرمي بهذه الصنعة من الفكر والإعداد، وعلى الرغم من توالي انكساراته، بسبب مرض ميليسا ومن ثم موتها، إلا أنه يصل أخيرا، ويحقق ملايين المبيعات، وتستجيب الشهرة لخطاه، بفن روحي قدمه للملايين من الناس في الكون.
الخالق يعرف اسمي
أما شخصية ميليسا، فهي على طريقة مختلفة تماما، فمن بين النجوم جاءت ميليسا، بسطوعها الملفت، ونورها الداخلي المستمد من إيمانها بالخالق، فكانت حياتها تشبه قراءة رسائل من الماضي، طريق مضاءة، ومن يمشي من خلالها، يحصل على ما يكفيه من النور ليكمل، تقول ميليسا "نحن نرسم بالفراشي، والخالق يرسم 300 مليار نجم، الخالق يعرف اسمي كما يعرف الـ 300 مليار نجم، ويعد لي قدرا وحدي، من بين تريليون نجم يعرف الخالق اسمي".
ورقة في جوف الغيتار
وأراد السيناريو، أيضا، أن يقول لنا عن ميليسا، إنه حتى برحيلها، كانت تعطي علامات حول القدير، وتخبر عنه، فكانت يومياتها المكتوبة، سرا في انتشال جيرمي من الغرق في اليأس عقب فقدانها، تلك الوريقات المخبأة بواسطتها في جوف الجيتار، هي المنقذ الذي يقف في عمق البحر، تحسبا لوجود شخص أمسكه الماء لينهي حياته، فحينما يكسر جيرمي الغيتار، يجد الورق المعبأ بالأمل من ميليسا المغادرة، وتكون نقطة انقلاب هامة في مسيرته كنجم معروف في الغناء.
السير إلى النار
أما عن الشخصيات الأخرى، فأهمها الأب الداعم دائما لجيرمي، وعلى الرغم من الظهور البسيط له في الأحداث، إلا أنه ظهر في أكثر اللحظات، التي يصبح فيها الوعي رطبا، قابلا لتلقي القناعة، وقال لابنه "لقد اخترت طوعا السير إلى النار بجانبها، هذا هو معنى الحب".
تجربة إجبارية
ويحاول السيناريو المعد بواسطة الأخوين إيروين، أن يجيب على أسئلة متعلقة بالفهم الشمولي للكون، بطريقة غير محبطة، خاصة عندما يكون الإنسان في تخبطه، يحلل الأفكار التي تعتريه فيقول الأخوان"حياتنا تزداد حصيلتها، على قدر خيبات الأمل"، وعلى طريقة جلد الذات، يطرحان فكرة تقبل الصراخ الداخلي، لتكتمل رؤية إيماننا بشيء، من عدمه، فيكتبان "الألم لا يدمر الإيمان بل يصقله"، وهو ما يكون عصيا على التجربة الاختيارية، ولا ينصاع له المرء إلا مجبرا.