خبراء يبحثون مخاطر كورونا على مرضى السكري والقلب والتصلب اللويحي والسرطان
المدينة نيوز :- بحث عدد من الخبراء والأخصائيين البارزين في منطقة الشرق الأدنى من لبنان والأردن، تأثير فيروس كورونا "كوفيد19"، على الأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ صحية مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرضى التصلب اللويحي المتعدد والسرطان.
وأكدوا خلال الحلقة الحوارية التي نظمتها شركة (سانوفي) وهي شركة صيدلانية بيولوجية عالمية من خلال مكتبها في عمان، ونظمتها عبر تقنية الاتصال المرئي، ضرورة التحصين خلال فترة انتشار الوباء واتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية والبروتوكولات الصحية المقدرة من منظمة الصحة العالمية.
كما اكدوا ان مرضى السكري لا يتأثرون بفيروس كورونا بوتيرة أكبر من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض، فيما بينوا ان ارتفاع نسبة السكر في الدم يشكل خطراً على مرضى السكري لما يسببها من مضاعفات تؤدي إلى تصلب في الأوعية الدماغية الدموية وتصلب الشرايين، معتبرين ذلك العامل الأكثر شيوعاً للفشل الكلوي المزمن.
وقال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة، ومسؤول ملف كورونا في شمال الاردن، الدكتور وائل هياجنة، ان تعطل خدمات التحصين، ولو لفترات وجيزة، يؤدي إلى زيادة عدد الأفراد المعرضين للإصابة، ويزيد من احتمال الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الحصبة. وأكد الدكتور هياجنة، ان تجنب تفشي المرض خلال جائحة كورونا، من المهم، بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، يمكن من خلال إعطاء الأولوية للقاحات الانفلونزا الموسمية والالتهابات الرئوية للفئات الضعيفة من السكان مثل العاملين في مجال الصحة وكبار السن والنساء الحوامل، والتشجيع على متابعة معدلات التغطية باللقاحات، في ظل انتشار "كوفيد-19".
بدوره، قال مستشار أول أمراض الغدد الصم والسكري في لبنان الدكتور فارس حداد، إن الفيروس يُعرض مرضى السكري إلى مزيدٍ من المضاعفات وزيادة في معدل الوفيات من 7 إلى 9 بالمئة بينهم.
وأكد ان هذه المضاعفات تعد أكثر خطورة على مرضى السكري، وبخاصة إذا كان المرض مصاحبا لامراض اخرى مزمنة مثل السمنة.
وشدد الدكتور حداد في هذا الاطار على أهمية اخذ مرضى السكري العلاج بانتظام ومن دون توقف، وبخاصةً الانسولين في حالة الإصابة بالمرض والإلتهابات، والالتزام بالعلاج الذي يحدده الطبيب، وعمل فحوصات دم لنسبة السكر بشكل متكرر ومتعدد يوميا لضمان السيطرة على القيم الموضوعة من قبل الطبيب المعالج، بالإضافة الى ضمان توفر الأدوية لمدة شهر أو أكثر لتجنب عدم الانقطاع عن العلاج.
وحذر أخصائي أمراض القلب والشرايين، في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، وجامعة القديس يوسف، البروفسور أنطوان سركيس، من مخاطر الاصابة بفيروس كورونا على مرضى القلب، وقصور القلب ومرضى الشريان التاجي، وأمراض القلب الخلقية، وأمراض عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم الرئوي.
واشار الدكتور سركيس، الى التقارير الأولية، التي تشير إلى أن 40 بالمئة من المرضى المصابين بكوفيد-19، والذين يتلقون العلاج في المستشفى يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، أو الأمراض الدماغية الوعائية، التي تشير إلى تدفق الدم في الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
وقال ان معدل وفاة الحالات المصابة بكورونا لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية أعلى من متوسط عدد السكان بنسبة 5ر10 بالمئة وفقاً لمعايير الكلية الأمريكية لأمراض القلب.
كما يشكل العمر بحسب الدكتور سركيس، عنصراً أساسياً في هذا المجال، حيث يرتفع معدل الوفاة إلى 0ر8 بالمئة بين المصابين بالأمراض القلبية الوعائية الذين تتراوح أعمارهم بين 70 إلى 79 عاماً، و8ر14 بالمئة بين المرضى فوق سن الثمانين.
كما اكد الدكتور سركيس، على مجموعة من الإجراءات التي يتعين على مرضى، الأمراض القلبية الوعائية اتخاذها للوقاية من فيروس كورونا، ومنها تناول الدواء الخاص بكل مريض على النحو المحدد من قبل الطبيب والتواصل الدائم معه، و الاستمرار في تناول الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم بما في ذلك مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2، وفقاً لما حدده الطبيب الخاص بالمريض، وكذلك التأكد من توفر أدوية القلب لدى المريض لمدة لا تقل عن أسبوعين، والإستمرار في التحكم في ضغط الدم والسيطرة عليه وتناول العلاج حسب توجيهات الطبيب، والإلتزام بقواعد العزل مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات ونظافة اليدين.
كما عرض أستاذ علم الاعصاب السريري، ومدير قسم الأبحاث السريرية التابع للمركز الطبي للتصلب اللويحي المتعدد في مركز التصلب في الجامعة الأميركية في بيروت-لبنان، الدكتور باسم يموت خلال اللقاء الحواري لاعراض فيروس كورونا على مرضى التصلب اللويحي المتعدد.
وبين ان العديد من الدراسات اشارت الى أن تفاقم مرض التصلب اللويحي المتعدد يتزامن مع الإلتهابات الفيروسية والجرثومية، حيث تؤدي علاجات التصلب اللويحي المتعدد مع آليات عمل معينة مثل مثبطات المناعة، إلى ضعف في جهاز المناعة لدى المرضى، وبالتالي يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الإنتهازية.
وأكد أن مرضى التصلب اللويحي المتعدد، لا يزيد من خطر الإصابة بفيروس كوفيد-19، غير ان بعض العوامل المرتبطة بهذا المرض تساهم من خطر حدوث المزيد من المضاعفات المزمنة مثل أمراض الرئة وأمراض القلب والسكري والسرطان والتدخين والربو.
وشدد الدكتور يموت في هذا الاطار أهمية تقييد حركة المريض بشكلٍ كبير، توفير اكبر قدر من الراحة لهم وبخاصة الأشخاص في عمر 65 فما فوق، محذرا إياهم من تناول بعض الأدوية المعدلة للمرض التي تستنزف خلايا الجهاز المناعي.
وبين ان الاصابة بفيروس كورونا تسبب المزيد من المضاعفات لمرضى التصلب اللويحي المتعدد، مؤكدا ضرورة مواصلة هؤلاء المرضى علاجهم ومناقشة المخاطر المحددة مع الطبيب الخاص بهم قبل تغيير أو ايقاف علاجهم.
وعرض استاذ أمراض الدم والأورام ورئيس قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى جامعة أوتيل ديو دو فرانس، الدكتور جوزيف قطان، الى مخاطر الاصابة بفيروس كورونا على مرضى السرطان، مبينا ان الاصابة بالفيروس تزيد نسبة دخول المستشفى بأربعة أضعاف، فيما يقدر خطر الوفاة اعلى بعشرة أضعاف مقارنةً بالأشخاص العاديين، خاصةً في صفوف المرضى الذين يعانون من الأورام الخبيثة الدموية أو الذين يتلقون العديد من خطوط العلاج الكيميائي، أو الذين يعانون من قلة العدلات(نوع من خلايا الدَّم البيضاء) وقلة اللمفاويات.
وقال انه من الممكن ان نشهد ارتفاعاً في أعداد مرضى السرطان المصابين بفيروس كوفيد-19، مبينا ان مرضى السرطان لديهم نسبة مخاطر أعلى في مثل هذه الأحداث القاسية. وشدد الدكتور قطان في هذا الاطار على أهمية الوقاية لهؤلاء المرضى من العدوى من خلال فحص المرضى والزوار وفقاً لتاريخ سفرهم والأعراض التي يعانون منها، واعتماد الاحتياطات الوقائية الشخصية، وتجنب العيادات المكتظة ووحدات العلاج الكيميائي، والحد من عدد المرضى وأعداد الأشخاص المرافقين لهم اثناء المراجعة.
كما شدد على أهمية التحول إلى العلاج الكيميائي عن طريق الفم بدلاً من العلاج بالحقن الوريدي، وتجنب الجدول الزمني الأسبوعي، واستخدام عوامل النمو، وتأجيل زيارات المتابعة الروتينية أو مواعيد التصوير الاشعاعي. --(بترا)