تكن ملكا أكثر من الملك نفسه
البعض يضع نفسه في خانة الأوصياء على الوطن فنسمعه دائما يحمل حقيبته ويخرج منها أوراقه ويجلس في قاعات طويلة إمتلئت فيها (( النخبة )) من الدعوين ويبدأ بسرد المحاضرة التي تم تكرارها عشرات المرات فبدأت الناس في القاعات – تتململ – من هذه الاسطوانة التي تزعج الحاضرين ولا تزعج القارىء نفسه لأن مجرد انه يقرأ تلك العبارات التي قد شخص ما كتبها عنه بالنيابة بينما لم يسعفه الوقت ليقرأها ويراجعها حتى لا يقع في اخطاء إملائية أو لغوية أحينا ,, فيتلعثم عشرات المرات بينما هو منهمك في القراءة وما بين الخطوط ,
في الاصلاح اراد الملك نفسه هذه الاصلاح منذ تسلمه حكمه وكان في جميع رسائلة الملكية التي يوجهها للحكومات أن نرى الاصلاح هو دائما في مقدمتها حتى يسترشد بها رئيس الورزاء ويأخذها على محمل الجد لتنفيذ بنودها وما جاء فيها ,,,لكن معظم الحكومات كانت تضع الخطوط الحمراء سواء بتوصية أو من غير توصية أو فرض ذلك على رايها ,, لكن التنفيذ بمجمله لا يكون وترحل عنا حككومة تلوها الأخرى وما زلنا نراوح مكاننا دون اي عملية نتقدم ولو بخطوة الى الأمام ,,
الملك أعطى سقفا عاليا من الحريات وقالها بإرادته (( حرية سقفها السماء )) لكن البعض رأى ان هذه الحرية يجب ان تكون مقيدة ولا يجب تجاوز خطوط معينة ,,, وأظهرت عليها عشرات الخطوط الحمراء التي لا نعرف لها نهاية فحرمت البعض من مجـرد الآدلاء بآرائهم وابعدت البعض عن مواقعهم نتيجة جرأتهم في قول كلمة الحق والدفاع عنها فتم تهميشهم أونقلهم الى مواقع إعلامية أخرى ,, لكن البعض لا زال يشهر (( البطاقات الحمراء )) في وجوهنا حينما ترتفع تلك الحرية بكلمة أو كلمتين بحجة ان ذلك يتنافى مع خط سيرها الذي لا تعرف له طريقا محددا .
المسألة الأخيرة واثناء اجتماع الملك نفسه مع لجنة الحوار الوطني لم يضع لها خطوطا حمراء كما كان يدعي البعض ذلك ,,, فقد منحها (( جلالته )) كفالته حتى لا يتدخل أحد بعملها وأجاز لها أي تعديلات حتى على الدستور تقترحها أو تريد اقرارها حسب الأصول المرعية ,,, لكن ظهر البعض أمام ذلك وأخذوا ينظرون بطرق إلتفافية معيقة ... ونقول لمثل هؤلاء الذين يظنون أنهم أوصياء على الوطن لا تكونوا – ملكيون أكثر من الملك نفسه الذي يسعى جاهدا للاصلاح بخطوات نوعية – فهو من يريد الاصلاح وعملية ديمقراطية حقيقة تضع الأردن على الطريق الصحيح لتكون في خدمة الأجيال ومستقبلهم ومستقبل الوطن ,,, فأفهموا الدرس ولو مرة واحدة وتقدموا بخطوات ثابتة للأمام فقد ولى زمن التنظير وزمن المماطلة والتسويف . فنحن مطالبون أن نرى واقعا متغيرا على المدى القريب يشعر به كل مواطن اردني وهي رغبة ملكية ونهج اصلاحي يجب ان يتجسد على أرض الواقع ,