فيروس كورونا
بعد الانتشار الواسع لفايروس كوفيد -19 والمعروف باسم الكورونا وحيث إنه قلب موازيين الحياة خلافاً لما كانت عليه ، وتماشياً مع الظروف والمستجدات ولتسيير أمور الحياة رغم التحولات الكبيرة حيث باتت الشوارع فارغة والمحال مغلقة والمساجد والكنائس أصبحت شبه خاوية والجميع في البيت تحت الإقامة الجبرية فتأثرت جميع المجالات ومن أبرزها التعليم حيث بات عن بعد في ظل أزمة كورونا .
وكما هو معروف تعد التجربة الأولى في أي شيء مقياس يؤخذ به من أجل التطور ومعرفة ماهية الأمر وكيفية المضي قدماً نحو الأمام فكانت نوعاً ما جيدة بمجمع الحال ولكن هذا لا يعني إنه بلا سلبيات وتحديات إنما العكس تماما فهناك تحديات كبيرة يجب النظر في أمرها للتطور وتحسين منظومة التعليم عن بعد فنحن على بوابة عالم جديد ولا نعلم ماهية الظروف القادمة أو ما قد يأتي في المستقبل فالأصح أن يتم العمل عليها حتى ما بعد الأزمة .
ولكن أن يتم قياس مدى نجاح هذه التجربة على الطلبة بشكل عام فهذا يعد خطأ ولا يعطي النتائج الصحيحة التي سيتم البناء عليها من أجل التطوير في منظومة التعليم عن بعد فنحن بأبسط الأحوال نقارن بين التخصصات العلمية والأدبية وهناك فرق شاسع بينها فعند النظر إلى معظم أبناء التخصصات الأدبية نرى أنها نجحت في التعليم عن بعد لإنها تتطلب بطبيعتها إلى السمع والإنصات والإستيعاب عن طربق الكلام على عكس أبناء التخصصات العلمية التي تحتاج إلى التواجه وجهاً لوجه و وجوب التواصل البصري والتفاعلي و استخدام أدوات التعليم وسبب هذا الخلاف يعود إلى الطبيعة العلمية والعملية والمحتوى الدراسي لهذه التخصصات .
ولا تقتصر الثغرات إلى هنا فحسب ، فكما يعلم الجميع يوجد العديد من الطلبة الذين يعدون من الطبقة الفقيرة والتي لا تمتلك الوسائل للتعلم عن بعد خصوصاً في وقت توقف فيه العمل وقلَّ الدخل العائد إلى العديد من الأسر جراء الأزمة ، ورغم معرفتنا أن دخولنا السريع في مرحلة التعلم عن بعد كانت مرحلة إجبارية ومتطلب أساسي لتسيير الأمور في ظل الظروف الإستثنائية ولكن يجب النظر في هذه الفئة حيث يعد التعليم حقاً للجميع .
إضافةً إلى توفر منصة موحدة تعد مراقبة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لمنع أي تجاوزات وليس التشتت وكل مدرس يستخدم تطبيق مختلف عن الأخر والأصح استخدام منظومة موحدة يتم فيها مراجعة أي شيء وعليه إقامة نظام عادل يحمي الجميع سواء الطلبة أو الهيئة التدريسية .
ويجب النظر في التعليم عن بعد والتركيز على أسس النظام بحيث تكفل حق الجميع بشكل عادل وحقيقي حتى بعد إنتهاء الأزمة بإذن الله تعالى ، وتطوير منظومتها استعداداً للمرحلة القادمة والدخول لبوابة العالم الجديد وتطوراتها ، فالعالم اليوم في تطور مستمر وبات سريعاً أكثر من أي وقت كان ونحن جزء من هذا العالم وعلى عاتقنا أن نواكبه ونسابقه .
وهنا أوجه رسالتي إلى كل الشباب الأردني بأهمية استثمار طاقاتهم الشبابية بكل ما هو إيجابي ومفيد والتوجه نحو ريادة الأعمال والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل الأردن الأنموذج ، فمستقبل الأردن بات أمانة بين أيدينا وعلى عاتقنا ، الحمل ثقيل ولكن نحن أهل الصعاب والعزم والحمد لله .. فما الجهد إلا منا والتوفيق من الله .. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يحفظ أرضنا وشعبنا وبلادنا وسائر بلاد المسلمين وأن يحفظ الأردن والقيادة الهاشمية .