ضابط لدى الأسد عذب معتقلا.. انقلبت الصورة في ألمانيا
المدينة نيوز :- ما زالت التحقيقات الألمانية مع ضباط من جيش النظام السوري غادروا بلادهم لاجئين جارية حتى اليوم.
والجديد في قضية الضابط أنور رسلان الذي كان مع مخابرات النظام السوري مدة طويلة ارتكب خلالها أعمال تعذيب وانتهاكات، شهادة أحد المعتقلين.
فقد أفاد المحامي السوري أنور البني عبر تويتر، بمعلومات عن شهادته أمام المحكمة الألمانية، حيث وقف وجهاً لوجه أمام أنور رسلان الضابط المتهم الذي عذبه في أقبية فرع المخابرات قبل أن ينقلب السحر على الساحر.
وامتدت شهادة البني قرابة الست ساعات على مدى يومين، بدأت بالحديث عن عمله كمحام مدافع عن حقوق الإنسان منذ عام 1986 حتى عام 2006 حيث قام النظام السوري باعتقاله لمدة خمس سنوات واستمر بعمله بعد خروجه من السجن عام 2011 حتى لحظة خروجه من سوريا عام 2014، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة "ليفانت".
73 عاماً من الاعتقال
وكشف المحامي للقضاة أن فرع إدارة المخابرات العامة 285 كان اعتقله قرابة الخمس سنوات في سجن عدرا المركزي، مضيفا أنه ومنذ عام 1977، اعتقل النظام ثلاثة من أشقائه وشقيقته وزوج أخته وزوجة أخيه أيضاً ليكون مجموع سنوات اعتقال العائلة بكاملها 73 عاماً، وكان تعذيبهم شديداً لدرجة أن أحد إخوته تعرض لشلل مؤقت بذراعيه استمر معه لسنوات نتيجة الشبح المتكرر والذي وصل أحياناً لأسبوعين متتاليين.
واعتقل البني في الفرع 251 لمدة أسبوع عام 1978 حيث كان يسكن وأخته في دمشق وداهم الأمن المنزل لاعتقالها وحين لم يجدوها قاموا باعتقاله هو وعرضوه لتعذيب شديد لإجبار أخته على تسليم نفسها لهم.
أما اعتقاله الأخير عام 2006، أكد البني أن الضابط الذي عذبه في الفرع هو ذاته أنور رسلان، كما تحدث البني عن سماعه من زنزانته لأصوات تعذيب المعتقلين في المهاجع الأخرى.
نزع الاعتراف بالتعذيب
ثم كشف أمام النيابة الألمانية أن النظام استخدم منذ السبعينيات التعذيب كوسيلة لنزع الاعترافات بشكل ممنهج، وأن الاعتقال والاختفاء القسري هما الركيزتان الأساسيتان لنظام الأسد وبدونهما لا يمكن لمثل هكذا نظام أن يبقى في السلطة لأكثر من عامٍ واحد.
ليس منشقاً
بالمقابل، عرضت المحكمة على البني فكرة أن رسلان أضحى ضابطا منشقا عن النظام، فرفض الفكرة تماما، وبرر رفضه بأن كل من انشق عن النظام في تلك الفترة قدم تصريحاً متلفزاً أو مكتوباً يتبرأُ فيه من النظام وفظائعه بحق الشعب السوري، إلا أنه لم يسمع عن رسلان أنه فعل ذلك، بل على العكس اختار ضابط النظام الكفة الراجحة بعد أن شعر أن الأسد في خطر.
ويشتبه بأن رسلان الذي كان يقود وحدة تحقيق لها سجنها الخاص في منطقة دمشق، وتستهدف عناصر المعارضة السورية، "متواطئ في ارتكاب جرائم بحق الإنسانية"، وكان رسلان يدير السجن الذي تعرض فيه "ما لا يقل عن 4000 شخص" لأعمال تعذيب بين نهاية نيسان/أبريل 2011 ومطلع أيلول/سبتمبر 2012، بحسب النيابة العامة، في حين "قضى ما لا يقل عن 58 شخصاً جراء التعذيب"، الذي تعرضوا له في هذا السجن في فترة إشراف رسلان عليه.
كما يقال إن رسلان الذي هو من قدامى إدارة المخابرات العامة، انشق عن نظام الأسد عام 2012 قبل أن يأتي لاجئاً إلى ألمانيا عام 2014
عنف جنسي ضد الرجال والنساء
وعن الاعتداءات والعنف الجنسي ضمن الأفرع الأمنية أجاب البني بكثرة ممارستها من الأمن على الرجال والنساء على حد سواء.
أما أدوات التعذيب المستخدمة في الأفرع الأمنية، فأكد البني أنها مستخدمة أيضاً منذ زمن طويل قبل الثورة ولكن بعضها تم استحداثه بعد الثورة للإمعان في التعذيب، وضرب مثالاً على ذلك طريقة التعذيب بشمعة توضع تحت كرسي يتم إجلاس المعتقل عليه وتركه ليحترق ببطء.
محامي رسلان يرفض
وبحسب الإحصائيات الرسمية، يقبع أكثر من 150 ألف معتقل بعضهم منذ العام 2011 في فروع المخابرات السورية.
يذكر أن محامي الدفاع كان قدم طلباً برفض شهادة البني كخبير بحجة عدم دقة المعلومات التي قدمها حول عمل الأفرع الأمنية وآليتها، بحسب تعبيره.
العربية