مؤامرة الضم
ذلك البلد صغير المساحة فقير الموارد الكبير في المواقف وعند المنعطفات الغني بالكرامة والعزة، وكيف لا يكون وهو جزء مهم من الكرامة.
حاول المتآمرين كثيرا تنيه عن دوره الريادي في القدس والأقصى ويحاولون الضغط عليه بكل السبل الاقتصادية وغير الاقتصادية ولكنه في تحدي ثابت ومستمر فهو ينطلق من منطلقات الثورة والاصالة والكرامة.
لا يمر أسبوع الا ونسمع ونرى مواقف المملكة الأردنية الهاشمية تجاه القضية الفلسطينية بملكها وشعبها وبرلمانها، مواقف لا تقف عند التعبير عن الرفض فقط بل تتخطى ذلك الى كل ما بإمكانه ان يضع حدا لحماقات إسرائيل ومطامعها.
الأردن المتصدر دوليا في كل المحافل الدولية والذي طالما وقف ملكه ليعبر من خلالها عن موقف الأردن الرافض للمؤامرة والداعم لحقوق شعبنا سواء أوروبيا او عبر مجلس الامن او الأمم المتحدة الخ من المحافل والمناسبات الدولية، وهو نفسه الذي يمارس كل أنواع الضغوط على الدول لبيان موقف المملكة الداعم وموقف المملكة الذي لا يمكن ازاحته عن هموم فلسطين وأهلها وطموح أبنائها بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ملك الأردن الملك العظيم والشهم الذي يرفض الحديث لنتنياهو ولا يستقبل منه أي اتصال هو ذاته الذي يرسل وزير خارجيته الى رام الله ليؤكد لفلسطين بأنها ليست وحدها وان شقيقتها الوصية على مقدساتها لن تتخلى أبدا عن فلسطين وشعبها. تلك الزيارة التي تأتي في أصعب الظروف وفي ظل قرار التحلل من الاتفاقيات مع العدو هو ذخيرة صمود وتصدي وتحدي من جانب المملكة ضد حماقات نتنياهو.
ان الأردن يؤكد في كل مرة على انه لن يقف متفرجا مما جعل الإسرائيلي يتخبط في قراراته بل وأكثر من ذلك من اجتماعات حكومية إسرائيلية تناقش فقط آثار الضم على الأردن التي يتخوف الإسرائيليين من الغائها لاتفاقية السلام معها لو تمت خطوة الضم.
لقد شهد العالم كيف أن الأردن وقف بكل قوة تجاه عدم تمديد تأجير الأراضي وكيف ان موقفه ذهب لأبعد من ذلك عندما أعطى إسرائيل دروس في معنى المطالبة بالحق ودروس مهمة في عدم تجربة الوقوف ضد إرادة الأردن وسياساتها.
نعلم تماما حجم المؤامرة التي تحاك ضد الأردن يوميا وكيف ان الامريكان يستخدمون كل ما بوسعهم للضغط على الأردن وخاصة اقتصاديا الا ان ذلك لا يساوي شيء أمام ما قرره الأردن فهو ذهب قبل أيام الى ان جعل مجلس النواب الأمريكي جزء من حملة الرفض لضم أراضي الضفة والغور.
يجب على الجميع ان ينتبه والى الأردنيين ان يعوا تماما وهنا أذكر أن بلادكم مستهدفة على مدار الأيام من قبل قوى الشر والوقوف ضد مخططات اخراج الأردن من المعادلة الدولية هو واجب عربي وواجب أردني فلا يمكن ان يترك الأردن وملك الأردن وحده، وان الالتفاف العربي الشعبي مهم في التصدي الى ما يحاك للأردن بسبب دعمها ووقوفها منع فلسطين وحفظها للأقصى.
وذات الرسالة الى قوانا الفلسطينية السياسية والشعبية والتي يجب ان تعي تماما ان المؤامرة ليست مخفية بل معلنة وهي جزء من سياسة من يتبنى تصفية القضية وبالتالي لا بديل عن الوحدة ودعم القيادة تجاه ما يحاك ضدنا علنا.
حمى الله فلسطين و الاردن ملكا وشعبا وجيشا.