الجزائر.. الحراك يعود مجددا للمطالبة بالتغيير رغم كورونا .. بالفيديو
المدينة نيوز :- عاد الحراك الشعبي المطالب بالحريات والدولة المدنية في الجزائر، مجددا اليوم الجمعة بعد نحو ثلاثة أشهر من التوقف بسبب فيروس كورونا المستجد.
وشهدت بعض مدن الجزائر الرئيسية خروجا لآلاف المتظاهرين، خصوصا في بجاية وتزي وزو (منطقة القبائل) المطالبين بالتغيير، جوبهت أغلبها بقبضة أمنية مشددة.
وأوضح القيادي في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت في تصريحات لـ "عربي21"، أن الحراك الشعبي، الذي انطلق بعد ثلاثة أشهر من التوقف، جاء ليؤكد مرة أخرى، عدم القبول بالأمر الواقع، الذي فرضه جنرالات العسكر وعصابة الفساد المتحكمة في أمر الجزائر منذ رحيل الاستعمار الفرنسي.
وذكر زيتوت "أن قوات الأمن تعاملت بقمع شديد مع المتظاهرين، الذين خرجوا بكثافة في عدد من المدن، وواجهتهم بقمع شديد بما في ذلك الغاز المسيل للدموع والضرب بالعصي والدهس بالأرجل، ولم يسلم من ذلك حتى النساء، وتم شن حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من نشطاء الحراك".
وأضاف: "علينا أن نضع في اعتبارنا أن الحراك يأتي اليوم بعد ثلاثة أشهر من التوقف، وفي ظل حملة تخويف وإرهاب حقيقي يمارسها النظام وأعوانه، وأيضا في ظل انقسام بين قادة الحراك أنفسهم، حيث أن شقا من أنصار الحراك مازالوا يعتقدون أن التظاهر الآن ربما يكون مغامرة صحية بالنظر إلى استمرار تفشي وباء كورونا واستمرار إغلاق المساجد"
وأكد زيتوت، أنه و"على الرغم من ذلك فإن حالة الاحتقان التي يعيشها الجزائريون ليس فقط بسبب الاستبداد والفساد، وإنما أيضا بسبب التداعيات الكارثية لسياسات العصابة الحاكمة في التعاطي مع وباء كورونا، وزحف الفقر على مئات الآلاف من العائلات، بالإضافة إلى بداية انكشاف المساعي الرامية إلى تغييرات دستورية تمس هوية الجزائر وانتمائها، كل ذلك دفع بالناس إلى العودة إلى الشارع لرفع ذات الشعارات، وهي أن الشعب يريد دولة مدنية لا عسكرية، دولة قادرة على محاسبة الفاسدين".
وأشار زيتوت، إلى أن "الجزائريين مستمرون في كفاحهم السلمي من أجل التغيير الديمقراطي، وأنهم لن يخضعوا لإرادة القهر والذل التي يسعى الفاسدون لتخويفهم بها"
وقال: "الحراك ليس هدفا في حد ذاته، وإنما هو أداة سلمية من أجل فرض الدولة المدنية، وإنهاء الفساد، ولذلك فهو مستمر حتى تحقيق أهدافه، ولن تثنينا عن ذلك سياسات الترهيب، وقد بدأت الاستعدادات للجمعة المقبلة، استعدادا لإحياء ذكرى الاستقلال لتكون محطة مفصلية في مسار حراكنا المبارك"، على حد تعبيره.
ومنذ 22 شباط (فبراير) 2019، لم تنقطع المسيرات الشعبية المطالبة بالتغيير الجذري للنظام الحاكم، كل ثلاثاء وجمعة، المعروفة باسم الحراك الشعبي، رغم تمكنها في 2 نيسان (أبريل) العام الماضي، من إجبار عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة من الرئاسة (1999 ـ 2019).
ولم تفلح الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها عبد المجيد تبون، والوعود التي أطلقها للحوار مع قادة الحراك والطبقة السياسية، في وقف الحراك، الذي أجبرته جائحة كورونا على تعليق فعالياته لنحو ثلاثة أشهر، مع الإبقاء على شعاراته في مواقع التواصل الاجتماعي.
عربي 21